اعلنت حال الطوارئ ومنع التجوال في الشيشان لمدة ثلاثة اسابيع بهدف تطبيق خطة "سيف العدالة" لمكافحة الاجرام ولكن مراقبين اشاروا الى تزايد التوتر في القوقاز عشية الانتخابات الرئاسية في جمهورية داغستان التي شهدت سلسلة من اعمال العنف. وبطلب من الرئيس اصلان مسخادوف عقد البرلمان الشيشاني جلسة طارئة سرية مساء الثلثاء وافق خلالها على مرسوم رئاسي بلاعن حال الطوارئ ابتداء من امس الاربعاء الى 15 تموز يوليو ومنع التجوال من الساعة العاشرة مساء حتى السادسة صباحاً. وذكر نائب رئيس الوزراء كازبك ماخاشيف ان الوضع "هادئ ومسيطر عليه" ونفى ان يكون لاعلان حال الطوارئ صلة ب "صراعات على السلطة"، واكد ان الهدف هو مكافحة الجريمة ووقف عمليات الخطف ومنع سرقة النفط من الانابيب الرئيسية المارة عبر اراضي الجمهورية. الا ان مصدراً شيشانياً قال ل "الحياة" ان الوضع في الجمهورية "بعيد عن الاستقرار" واضاف انه بلغ ذروته عندما حاول القائد الميداني المتطرف سلمان رادويف الذي يقود "جيش الجنرال جوهر دودايف السيطرة على مبنى التلفزيون في غرزوني. واكد ان رادويف "تحدى" السلطة المركزية بسلسلة عمليات كان بينها اغتيال مدير جهاز الامن الشيشاني ليتشي خولتيغوف الذي يعد من اشد المعارضين ل "الانفلات الامني". واعلن في غروزني ان رادويف "اختفى" من العاصمة الشيشانية. ورحبت موسكو باعلان الطوارئ على رغم ان هذا الاجراء يعتبر من اختصاصات السلطة المركزية. وذكر وزير الداخلية سيرغي ستيباشي ان "اي اجراء يهدف الى حفظ النظام ينبغي دعمه" لكنه اضاف ان ذلك "رأي شخصي لا يتضمن تفصيلات قانونية". ويشير المراقبون الى ان قرار غروزني جاء اثر تزايد التوتر في القوقاز، وخصوصاً في منطقة الحدود بين الشيشان وجمهورية داغستان التي ينتخب فيها اليوم الخميس رئيس لمجلس الدولة. ويذكر ان داغستان التي يسكنها زهاء مليوني نسمة ينتمون الى 40 قومية ليس فيها منصب رئيس الجمهورية وكان من المتعارف عليه ان يتناوب ممثلو القوميات الكبرى الاربع على منصب رئيس مجلس الدولة الذي ينتخب من قبل جمعية دستورية تضم اعضاء البرلمان وممثلين عن الاقاليم. الا ان الرئيس الحالي محمد علي محمدوف قرر ترشيح نفسه لولاية ثانية وأثار اعتراضات عدد من الاطراف داخل الجمهورية تؤيدهم قوى شيشانية من بينها رادويف. واتهمت هذه القوى بتنظيم سلسلة من اعمال العنف كان آخرها تفجير لغم ليلة الثلثاء - الاربعاء اثناء مرور طابور من القوات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية الروسية. ولم ترد تفصيلات عن الاصابات الا ان وزير الداخلية الفيديرالي ستيباشي ذكر ان هناك "قوى لا تريد لداغستان ان تظل جزءاً من روسيا". واتهم المجموعات "السلفية" بتصعيد التوتر ولمح الى انها تحظى بدعم "من الخارج".