حذر وزير الداخلية الروسية سيرغي ستيباشين امس الاثنين من محاولات ل "دق اسفين" بين موسكو وغروزني. وذكر ان رئيس الوزراء يفغيني بريماكوف سليتقي الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف السبت المقبل، فيما اكد مسؤولون في العاصمتين ان اختطاف ثلاثة بريطانيين ونيوزيلندي في الشيشان اخيراً، جزء من مؤامرة لزعزعة الاستقرار في الجمهورية. واستمر لليوم الخامس على التوالي في وسط غروزني امس مهرجان القوى المعارضة لمسخادوف، المطالبة باستقالته فوراً. وأكد القائد الميداني المعروف شامل باسايف ان المعارضة تريد تحقيق اغراضها بپ"اساليب متحضرة" ولن تلجأ الى العنف. الا ان نائب رئيس الوزراء الشيشاني كازبك ماخاشيف اشار الى ان محاولات زعزعة الاستقرار واختطاف الرهائن ومقتل نائب رئيس البعثة الروسية في غروزني اكمال سعيدوف "حلقات في سلسلة واحدة" الهدف منها البرهنة على ان "السلطة عاجزة"، تمهيداً لازاحتها. وأعرب وزير الداخلية الروسي عن قلق بلاده ازاء التطورات الاخيرة. وشدد على ضرورة "التصدي لمحاولات دق اسفين" بين الرئيس والحكومة الروسية الجديدة. ولهذا الغرض سيجري تنظيم لقاء عاجل بين بريماكوف ومسخادوف. ولكن وزير الخارجية الشيشاني مولودي اودوغوف اعرب عن "استغرابه" وقال انه لم يبلغ شيئاً عن التحضير لهذا اللقاء، فيما امتنعت اوساط بريماكوف عن التعليق. ويذكر ان المعارضة الشيشانية اتهمت مسخادوف بپ"ابرام صفقات مشبوهة" مع موسكو، وتنظيم اللقاء مع بريماكوف قد يضع في يدها ورقة رابحة في صراعها السياسي ضده. واهتزت هيبة الرئيس الشيشاني بعد اختطاف اربعة اجانب يعملون لمصلحة شركة "شيشانتلكوم" للهواتف الخلوية التي تتعاون مع مؤسسات وفنيين من بريطانيا. أكدت السفارة البريطانية في موسكو ان لندن لن تتراجع عن مبدئها في الامتناع عن دفع فدية لاطلاق الرهائن. ويذكر ان رهينتين بريطانيتين كان افرج عنهما إثر توسط البليونير اليهودي بوريس بيريزوفسكي الذي تربطه صلات وثيقة بعدد من القادة الميدانيين المناوئين لمسخادوف. وذكر احدهم وهو سلمان رادويف ان "اتفاقاً ما" تم مع بيرزوفسكي لكنه لم يقدم اي تفاصيل، ما دفع عدداً من المراقبين الى الحديث عن صفقة سياسية تدخل في اطار "العداء" لمسخادوف ولبريماكوف الذي يعتبر من خصوم بيريزوفسكي.