أيّد لغط جديد حول محاولة اغتيال الرئيس الجورجي ادوارد شيفاردنادزه بعد اعلان القائد العسكري الشيشاني سلمان رادويف مسؤوليته عن الحادث. ولكن السلطات الشيشانية كذبت رادويف وقالت انه "فقد نصف جمجمته" واتهمته بأنه مدفوع من الاستخبارات الروسية التي تريد "محو آثار" المحاولة ودفع المحققين في الاتجاه الخطأ. وكان رادويف وهو صهر الرئيس الراحل جوهر دودايف ظهر مساء اول من امس الخميس على شاشة التلفزيون الروسي ليعلن ان منظمة غير معروفة باسم "مقاتلون بلا حدود" نفذت العملية باشرافه وبقرار من تنظيم اسسه العام الماضي وأطلق عليه اسم "البيت القوقازي". وزعم رادويف الذي كرس نفسه خليفة لدودايف عبر تنصيب نفسه قائداً ل "جيش جوهر" ان ما قامت به المجموعة المسلحة في العاصمة الجورجية تبليسي كان "معركة منظمة لتصفية العصابات الروسية التي يتزعمها شيفاردنادزه". وتابع رادويف المطلوب في روسيا لقيامه بعملية احتجاز رهائن في داغستان ان شيفاردنادزه "سيظل دائماً في انتظار الضربة التالية"، مشيراً الى ان "انتظار الموت، اسوأ من الموت نفسه". ... وتهديد ليلتسن وعرضت القناة التلفزيونية المحلية التي يملكها رادويف اجزاء من تصريحاته، اهملها التلفزيون الروسي، وذكر فيها ان المقاتلين في سبيل حرية القوقاز "سينزلون ضربة بپالرئيس الروسي بوريس يلتسن في الساحة الحمراء اذا ايد طغمة شيفاردنادزه المجرمة". ودعا العالم الاسلامي الى اعلان الجهاد ضد الولاياتالمتحدة بسبب "تعسفها ضد العراق". ومعروف ان لرادويف "صرعات اعلامية" كثيرة منها اصداره "حكم الاعدام" على يلتسن وإعلان مسؤوليته عن عمليات كثيرة اتضح انه لم تكن له علاقة بها. وأثار التصريح الاخير ردود فعل سريعة وواسعة في غروزني وتبليسي وموسكو. وذكر رئيس جهاز الأمن الوطني الشيشاني ليتشي خولتيغوف ان رادويف "ينفذ تعليمات من موسكو" وقال ان الجهات الامنية كانت على علم بأنه تلقى تكليفاً باعلان مسؤوليته عن محاولة اغتيال الرئيس الجورجي. وقدم وزير الخارجية مولودي ادادغوف تفسيراً لاحجام غروزني عن اتخاذ اجراءات ضد رادويف وقال انه صهر "رئيسنا الراحل ولذا فان ثمة تسامح معه" ولكنه اضاف "ان هذه الحال لا يمكن ان تدوم طويلاً". اما الناطق باسم الرئيس اصلان مسخادوف فعزا ادعاءات رادويف الى "حالته النفسية". وذكر انه اصيب خلال الحرب مرات عدة و"فقد نصف جمجمته"، وتابع ان غروزني لن تتخذ اجراءات ضده علماً انه "بحاجة الى طبيب نفساني". ولكن اطلاق تصريحات "نارية" خطيرة لا يمكن ان يعد عملاً اعتباطياً، وأكد رئيس البرلمان الجورجي زوراب جفاني ان ما قاله رادويف "جزء من خطة استفزازية واسعة" تستهدف جورجيا وان الغرض الآني هو صرف انظار المحققين عن الجناة الحقيقيين الذين قال انهم "في مكان بعيد" عن الشيشان. وفي موسكو سئل سكرتير مجلس الأمن القومي ايفان ريبكين عن تقويمه لما قاله رادويف فأجاب "اي تصريح من هذا القبيل لا ينبغي اسقاطه من الحساب". وتابع ان في موسكو حالياً قوى تدفع في اتجاه استئناف الحرب الروسية الشيشانية وأكد انه "ينبغي وقف هؤلاء عند حدهم". وكانت تبليسي وجهت اتهاماً مباشراً الى موسكو بالتورط في محاولة الاغتيال وطرقت القواعد العسكرية الروسية في جورجيا. ورأى مراقبون ان من مصلحة الكرملين حالياً تأزيم العلاقات بين تبليسي وغروزني بهدف "ضرب عصفورين بحجر واحد". مرسيدس جديدة لشيفاردنادزه من جهة أخرى، أعلنت الخارجية الالمانية ان بون قدمت سيارة "مرسيدس" مصفحة جديدة للرئيس الجورجي. وأوضحت ان الپ"مرسيدس 600" الجديدة المجهزة بأحدث ما تم التوصل اليه في المجال الأمني، قدمت هدية من الحكومة ومن مجموعة "ديملر بنز". وكانت سيارة شيفاردنادزه 70 عاماً المصفحة السابقة التي دمرت في الاعتداء، هدية من الحكومة الالمانية بعدما تعرض لاعتداء قبله بسيارة مفخخة في آب اغسطس 1995.