ارتفعت درجة حرارة الخلاف بين أبناء المشير الراحل عبدالحكيم عامر وزوجته الفنانة المعتزلة برلنتي عبدالحميد من جهة وأسرة فيلم "جمال عبدالناصر" من جهة اخرى. ويدور الفيلم الذي أخرجه السوري أنور قوادري، وكتبه إيهاب إمام، وقام ببطولته الممثل الشاب خالد الصاوي، حول حياة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر من العام 1935 حتى العام 1970 مروراً بالأحداث المهمة التي وقعت في مصر في تلك الفترة. وكان بطل الفيلم ومخرجه ومنتجه إدعوا ضد برلنتي عبدالحميد بالقدح والذم لاتهامها الفيلم - من خلال حديث نشر في مجلة "أكتوبر" القاهرية - "بتشويه صورة مصر وأنه يروج لأفكار إسرائيلية وأن وراء تمويله جهات صهيونية". وأجلت محكمة جنايات القاهرة النظر في دعوى الممثل خالد الصاوي الى جلسة يوم 8 تشرين الاول اكتوبر المقبل، وستنظر محكمة ضاحية العجوزة في القاهرة الدعوى التي اقامها قوادري ضد الفنانة عبدالحميد الشهر المقبل. ومن جانبهم أقام أبناء المشير الراحل عبدالحكيم عامر دعوى تنظرها محكمة الجيزة الكلية يوم 23 الجاري ضد كل من المخرج أنور قوادري والمنتج عادل الميهي والمؤلف ايهاب إمام ورئيس الرقابة على المصنفات الفنية الناقد علي ابو شادي ووزيري الثقافة والدفاع، وطالب أبناء المشير بمنع الفيلم بالإضافة الى تعويض 10 ملايين جنيه مصري. ومما جاء في الدعوى التي حصلت "الحياة" على نسخة منها، أن "المدعين هالهم ما جاء في سيناريو الفيلم من مغالطات واساءة بالغة لحياة والدهم المشير عامر وتاريخه وأنه - السيناريو - اقتحم بكذب وافتراء الحياة الخاصة بوالدهم وأورد حوارات خيالية بين شخصيات تاريخية". وذكر المدعون عدداً من الجمل الحوارية وردت في السيناريو منها: "تمر فتاة ليل يلتفت اليها عامر فيقول عبدالناصر له: "عيب يا راجل ما يصحش وأنت صعيدي"، فرد عامر: "اللي ما يصحش انها تمشي لوحدها من غير ما حد يسليها". وأيضاً ما جاء في الصفحة 104 من السيناريو من أن والد المدعين طلب من الرئيس جمال عبدالناصر أن يسلم نفسه لسفارة انكلترا واعتبروا ذلك تزييفاً للتاريخ. وفي السيناريو أيضاً أن خادمة المشير عامر هي التي اكتشفت وفاته، وهذه الواقعة تشير الى أنه انتحر، وقالوا إن هذا يخالف الحقائق المادية، لأن وفاة المشير لم تكن انتحاراً، ويدل على ذلك التقرير الذي أودعه الدكتور علي محمد دياب مدرس التحليل والسموم في المركز القومي للبحوث الذي أكد أن وفاة المشير لم تكن انتحاراً، وانما كانت قتلاً، بإعطائه سماً، وطالب أبناء المشير بمنع عرض الفيلم ومصادرة جميع أشرطته. ومن جانبه رأى المخرج انور قوادري أن الدعوى التي اقامها أبناء المشير "تحركها أسباب شخصية. انهم يريدون أن أقول إن المشير عامر قُتل ولم ينتحر وأنا في فيلمي لم أقل غير ما قاله التاريخ". وقال قوادري لپ"الحياة" إن "الفيلم ليس ضد أحد ولا يطعن في وطنية احد بل يؤكد أن عامر شخصية وطنية لها تاريخ وطني حافل وهو الذراع الأيمن لعبدالناصر ولكن، لكل إنسان أخطاء، وإذا كانوا يعتبرون الاخطاء تشهيراً فهذا شيء جديد". وأكد الناقد السينمائي علي ابو شادي رئيس الرقابة على المصنفات الفنية أنه مطمئن للفيلم تماماً، لأنه يحمل تحية لعبدالناصر ولا يحمل أي إساءة لأحد "وأنا شخصياً أرفض بشدة خروج فيلم يحمل إساءات ضد رجالنا الوطنيين".