لطالما علق كبار السياسيين والكتاب في برامج ومسلسلات تلفزيونية عدة على وقائع وخلفيات ثورة 23 تموز (يوليو) 1952 مروراً بالصداقة الوطيدة بين الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ووزير حربيته المشير الراحل عبدالحكيم عامر والتي أصابها الفتور في أعقاب نكسة 6 حزيران (يونيو) 1967. لكن المفاجأة غير المتوقعة كانت تحويل كتاب أرملة المشير، الفنانة المعتزلة برلنتي عبدالحميد «الطريق إلى قدري... إلى عامر» إلى مسلسل تلفزيوني يحمل عنوان «قدري عامر» يتولى صياغة السيناريو والحوار له الكاتب مصطفى محرم. وهذا الكتاب يعتبر بعامة أفضل توثيقاً من كتابها الأول الصادر عام 1993 بعنوان «المشير وأنا». وأشار محرم إلى أن المسلسل يحمل بين طياته دراما صالحة لتحويلها إلى مسلسل تلفزيوني، إذ ستبدأ أحداثه مع دخول برلنتي عبدالحميد الفن، حتى زواجها من المشير ووفاته ثم اعتزالها، ويؤكد أن المسلسل «يرصد تاريخ الثورة وكواليس الفترة من 1952 وحتى بعد نكسة 1967 كاشفاً أسرار هزيمة 1967 وتجاوزات بعض رجال الثورة». من جهتها، تؤكد برلنتي عبدالحميد أن المشير لم ينصف من أحد من كتاب التاريخ أو الدراما، إذ إنهم «يستسهلون الصورة النمطية عنه». وأردفت قائلة: «يحوي الكتاب حقائق وأسراراً جديدة على الدراما، وأحداثه كلها حقيقية فضلاً عن الجهد المبذول في كتابة المذكرات، إذ إن جميع الشخصيات حقيقة وليست من نسج الخيال». وتضيف: «كل المسلسلات التي تناولت الثورة غير دقيقة وظلمت أشخاصاً كثيرين مقابل تلميع آخرين. وأنا أؤكد هنا أن المشير لا يمكن أن يقدم على الانتحار لأنه مؤمن وأنا ذهبت إلى مكتبة الكونغرس الأميركي لتصوير بعض الوثائق التي تثبت كل ما أقوله. كما أن تقرير الطبيب الشرعي أكد عدم انتحاره». وقد تأخر خروج المسلسل إلى النور لعدم تحمس جهات إنتاجية عدة له، لكن يتم الآن التفاضل بين 3 شركات إنتاج. وعلى رغم إفلات عبدالحميد في شكل جزئي من ظاهرة مشاكل الورثة كونها زوجته ولعلاقتها الجيدة مع أبنائه من زوجته الأولى إلا أن الإفلات من تدخل الرقابة وأبناء قيادات ثورة يوليو يبدو هدفاً بعيد المنال. لا سيما بالنسبة الى النقطة الفارقة دائماً عند تناول حياة المشير وهي: هل انتحر المشير كما أعلنت الدولة أم تم دس السم له في شراب الغوافة كما يتردد. وثمة الآن تكنهات بتدخل بعض أبناء رجال الثورة وبعض مسؤولي الدولة الذين سيتناولهم المسلسل، خصوصاً أن الكتاب يشير إلى تورط بعضهم في قتل المشير - بحسب تعبير أرملته - إما بالاشتراك أو التدليس أو السكوت. ومن أبرز الأعمال الدرامية التي جسدت ثورة يوليو وعلاقة ناصر بالمشير فيلم «جمال عبدالناصر»، و «ناصر 56» الذي لعب بطولته أحمد زكي وأخيراً مسلسل «ناصر» الذي عرض في شهر رمضان الماضي والذي لم يرض أسرة «عبد الحكيم».