نيروبي - أ ف ب - تشكل المنافذ البحرية التي حرمت منها اثيوبيا كشرايين لوارداتها منذ استقلال اريتريا عام 1993 أحد أبرز أسباب النزاع المستمر منذ أكثر من شهر بين الدولتين اللتين يتولى قيادتهما رفاق سلاح سابقون. ومع استقلال اريتريا، فقدت اثيوبيا كل منافذها على البحر الأحمر وأصبحت مرتبطة في شكل كامل منذ بدء الصراع الجديد بمرفأ جيبوتي كمنفذ وحيد لوارداتها. وتزداد أهمية جبهة عصب، وهي احدى ثلاث جبهات مع مثلث باديمي شمال غرب ومنطقة زلامبيسا شمال شرق. واتهمت اسمرا اثيوبيا بأنها شنت صباح أول من أمس هجوماً على هذه الجبهة في منطقة بوريه جنوب شرقي اريتريا عند الحدود بين البلدين في اطار "هجوم شامل على اريتريا"، وأكدت وكالة الانباء الاريترية ان "أثيوبيا حشدت قواتها في هذه المنطقة استعداداً للهجوم". وفي اتصال هاتفي من نيروبي، قال أحد المسؤولين في وزارة الخارجية الاريترية: "إذا كان الاثيوبيون يعتقدون ان بإمكانهم الاستيلاء على مرفأ عصب فهم مخطئون، ونحن قادرون على الدفاع عن المرفأ واثبتنا ذلك سابقاً". واتهمت اثيوبيا اريتريا بأنها بدأت الهجوم في منطقة بوريه. واعرب ديبلوماسي غربي عن دهشة الديبلوماسيين في جيبوتي من "فتح اثيوبيا جبهة في منطقة مرفأ عصب بينما يتعلق النزاع بخلاف حدودي في شمال البلاد". ولا يستبعد هؤلاء ان تكون لاثيوبيا مطامع في مرفأ عصب الاريتري الذي اشار مصدر جيبوتي الى "سهولة السيطرة" عليه لوجوده في "منطقة ساحلية مكشوفة". يذكر ان اثيوبيا وقعت عام 1993 معاهدة مع اريتريا تمنحها حق استخدام مرفأ عصب لتلقي وارداتها. ولم تطرح المنافذ البحرية مشاكل محددة الا عندما تخلت اريتريا في تشرين الثاني نوفمبر 1997 عن العملة الاثيوبية بير لتطرح عملتها الخاصة نكفه، وطالبت اثيوبيا بدفع ثمن وارداتها خصوصاً النفط بالعملة الصعبة.