تواصلت أمس الاتهامات المتبادلة بين اثيوبيا واريتريا في نزاعهما الذي بدأ الاسبوع الماضي على مناطق حدودية تدعي كل منهما ملكيتها لها. وقال مسؤول اثيوبي ان 16 شخصاً قتلوا في الجانب الاثيوبي في النزاع، فيما وقع 24 شخصاً في الأسر. في غضون ذلك يواصل وسطاء من جيبوتي ورواندا والولايات المتحدة مساعي منفصلة لاحتواء النزاع، فيما يستعد المسؤولون في ميناء جيبوتي، الدولة المجاورة، لاستقبال الصادرات والواردات من البضائع الاثيوبية التي تحولت من ميناء عصب الاريتري. وقال ممثل منطقة شيراو الحدودية في البرلمان الأثيوبي النائب هرسا ردا في تصريح أمس، "ان الجبهة الشعبية الحاكمة في اريتريا لم تعارض الانتخابات المحلية والبرلمانية التي جرت أخيراً في منطقة شيرارو، الأمر الذي ينفي الادعاءات الاريترية في ملكية هذه المنطقة". وأضاف: "ان القصف العشوائي الاريتري على منطقة شيرارو وباديمي أدى الى مقتل 16 شخصاً، بينهم 13 مدنياً وثلاثة عسكريين، وأسر 24 شخصاً وتشريد نحو 7500 من سكان المنطقة، اضافة الى اصابة سبع مدارس ومستوصفين بأضرار جسيمة". الى ذلك استمرت المحادثات التي تجري بين واشنطن وكل من اديس ابابا واسمرا حتى بعد مغادرة المبعوثة الاميركية سوزان رايس مساعدة وزيرة الخارجية للشؤون الافريقية صباح امس الى واشنطن. وكانت رايس اجرت محادثات مع كبار المسؤولين في كل من اثيوبيا واريتريا عن النزاع الحدودي بين البلدين. وعلمت "الحياة" من مصادر ديبلوماسية ان رايس ستعود الى المنطقة بعد اطلاع الادارة الاميركية على نتائج محادثاتها مع الجانبين الاثيوبي والاريتري. ولا يزال الوفد الاميركي المرافق لرايس في اسمرا ويضم كلاً من ديفيد دان مسؤول الشؤون الافريقية لدول شرق افريقيا وروبرت هودك السفير السابق لدى اريتريا. وكان نائب الرئيس الرواندي يول كاغامي، الذي يتوسط ايضاً في النزاع غادر اديس ابابا أول من أمس الى دولة أوروبية لمواصلة مشاوراته، في حين أكدت مصادر جيبوتية ان الرئيس حسن غوليد ابتيدون اتصل امس بمسؤولين اثيوبيين واريتريين في اطار مساعيه الوفاقية. وعلمت "الحياة" من مصادر اثيوبية في أديس ابابا ان غوليد الذي يرأس الدورة الحالية للسلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف إيغاد بحث مع رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي في التسهيلات التي يمكن ان توفرها جيبوتي لاستقبال البضائع الاثيوبية التي كانت تتجه الى ميناء عصب الاريتري وتحولت منه الى جيبوتي. واكدت المصادر نفسها ان الحكومة الجيبوتية بدأت في بناء مستودعات جديدة تبلغ مساحتها نحو 90 ألف هكتار لاستيعاب السلع الاثيوبية، وان جيبوتي ستقدم لاثيوبيا خدمات مجانية لفترة 45 يوماً في المرفأ.