اعلنت اريتريا أمس ان القتال مع القوات الاثيوبية الذي اندلع على جبهة ميناء عصب المطل على البحرالاحمر توقف. واعترفت بقصف مدينة عديقرات، شمال اثيوبيا، معتبرة انها تحولت الى "حامية" للجيش الاثيوبي الذي يخوض منذ 13 ايار مايو الماضي معارك مع الاريتريين على ثلاث جبهات. وجاء الاعلان الاريتري امس في وقت اكدت اديس أبابا انها قررت ابعاد جميع الاريتريين العاملين في "مناصب حساسة" في ادارات الدولة الاثيوبية. ووصل الى أديس ابابا وفد اميركي يرأسه مسؤول في البنتاغون. وأصدرت الحكومة الاثيوبية بياناً اعلنت فيه ابعاد جميع الاريتريين العاملين في مناصب حساسة في بعض الادارات والمؤسسات الحكومية مثل ادارة الاتصالات والمواصلات ومحطة الكهرباء. وأفاد البيان ان الموظفين العاملين في تلك المؤسسات منحوا اجازة مفتوحة لشهر، مع السماح لهم بالبقاء في البلاد. وأضاف ان اثيوبيا اغلقت مكتب "الجبهة الشعبية لتحرير اريتريا" في اديس أبابا وطلبت من المسؤولين فيه مغادرة البلاد فوراً مع السماح لأسرهم بالبقاء اذا رغبوا في ذلك. وأعلن البيان ان اثيوبيا اتخذت موقفاً مماثلاً ضد شركة تابعة للجالية الاريترية مقرها أديس ابابا. اذ اغلقت وأرغم مسؤولوها على مغادرة البلاد "لأسباب تتعلق بالأمن القومي الاثيوبي". كذلك احتجز بعض الاريتريين الذين "يتبرعون بأموالهم ويقومون بنشاطات التجسس لمصلحة الجبهة الشعبية"، وطلب منهم مغادرة البلاد مع ترك موكلين لهم في أديس أبابا لمتابعة اعمالهم. وأشار البيان الى ان الاريتريين الذين يفوق عددهم 550 الفاً يستطيعون ممارسة حياتهم والعمل بصورة طبيعية في اثيوبيا. ونفت الناطقة باسم الحكومة الاثيوبية سولومي تاديسي ما سمته "ادعاءات اريتريا" بأن اثيوبيا احتجزت 20 من اعضاء سفارتها في اديس أبابا. وقالت ان ذلك "لا أساس له"، مؤكدة ان اعضاء السفارة غادروا البلاد قبل اسبوع "بعدما اتخذت اثيوبيا قراراً بتقليص التمثيل الديبلوماسي الاريتري الى ثلاثة اشخاص". من جهة اخرى، علمت "الحياة" من مصادر ديبلوماسية غربية ان وفداً من الادارة الاميركية برئاسة مسؤول في وزارة الدفاع البنتاغون وصل امس الى العاصمة اديس أبابا في اطار الجهود الاميركية لاحتواء النزاع بين اثيوبيا واريتريا. وأضافت المصادر ان الوفد الاميركي الذي تكون من أربعة مسؤولين في الادارة يحمل رسالة خطية من الرئيس بيل كلينتون لكل من الرئيس الاريتري اساياس افورقي ورئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي. يذكر ان الرئيس الاميركي اتصل هاتفياً قبل يومين بكل من افورقي وزيناوي لبحث السبل الكفيلة باحتواء الازمة الحدودية "الطرق السلمية". ويواصل وفد اميركي - رواندي جهوداً مشتركة لاحتواء الازمة. وعلمت "الحياة" ان الوفد المشترك يجري محادثات موسعة مع المسؤولين في اسمرا بعدما اكمل قبل يومين محادثاته في أديس ابابا. ولم يستبعد مراقبون اندلاع مواجهات ساخنة على طول الشريط الحدودي بين البلدين وتوسيع المواجهات على مناطق قرب ميناء عصب الاريتري. اذ شهد أول من امس مواجهات ساخنة بين القوات الاثيوبية والاريترية قصف على اثرها سلاح الجو الاريتري مدينة عديقرات الاثيوبية مما ادى الى مقتل أربعة اشخاص وجرح اكثر من خمسة وثلاثين شخصاً. وأعلن بيان اثيوبي أمس ان القوات الاثيوبية استطاعت الاستيلاء على دبابتين وثلاثة مدافع مضادة للطيران من عيار 23 ملم، وتدمير دبابتين ومدفع مضاد للطيران في منطقتي شيرارو وباديمي المتنازع عليهما. وفي اسمرا رويترز اكدت وكالة الانباء الاريترية امس ان سلاح الجو الاريتري قصف بلدة عديقرات في شمال اثيوبيا في ساعة متقدمة مساء الخميس. وقال شهود ان أربعة اشخاص قتلوا وأصيب 36 في الغارات. وأكدت الوكالة ان عديقرات اصبحت "الحامية العسكرية الاثيوبية الرئيسية للتعزيزات والامدادات والتموين". وأضافت ان "طائرات سلاح الجو الاريتري قصفت اهدافاً عسكرية في عديقرات، ومنذ اعلان اثيوبيا الحرب في 13 ايار تحولت عديقرات الى الحامية الرئيسية لتعزيز الجيش الاثيوبي الغازي". وأعلنت اريتريا للمرة الأولى عدد القتلى والجرحى في الغارات الجوية الاثيوبية على اسمرا في الخامس والسادس من حزيران. وأوضحت ان اكثر من 30 مدنيا "سقطوا بين قتيل وجريح" في الغارات. وأعلنت الوكالة الاريترية ان القتال على الجبهة الثالثة قرب ميناء عصب خمد. وبثت الوكالة ليل الخميس ان السلطات الاثيوبية اعتقلت واستجوبت 20 من افراد السفارة الاريترية في اديس ابابا. وأشارت الى ان "الاعتقالات بدأت الاحد الماضي وما زالت مستمرة". وتابعت ان "اريتريا احتجت رسمياً على انتهاك اتفاقية فيينا الخاصة بالعلاقات الديبلوماسية وانتهاك الحقوق الأساسية لطاقم السفارة". وختمت بأن 65 ديبلوماسياً اريترياً مع عائلاتهم غادروا اثيوبيا.