لا اعتقد بأن هناك مسلماً أو عربياً في العالم إلا وفرح وابتهج وشعر بالفخر لرد باكستان على التحدي الهندي السافر باجراء تجارب نووية ناجحة اثبتت فيها بأنها تملك القدرة كما تملك القنبلة النووية والصواريخ الموجهة بعيدة المدى التي تحمل رؤوساً نووية. أطلق البعض على هذه القنبلة اسم "القنبلة الاسلامية" وهو عنوان محبب ويدل على أن دولة إسلامية نجحت أخيراً في كسر الحصار واثبات وجودها في الوقت الذي غض العالم الطرف عن دولتين معاديتين للعرب والمسلمين ولهما مطامع واسعة في المنطقة هما اسرائيل والهند على رغم تفاوت نسبة العداء واصرار البعض على أن الهند "دولة صديقة". لقد ضحت باكستان بالكثير من أجل قنبلتها النووية وواجهت مشاكل ومؤامرات لا أول لها ولا آخر بل أن الكثير من الاضطرابات والانقلابات التي شهدتها كانت أصابع التآمر تختفي وراءها لتأخير الانجاز النووي أو تجميده ان لم يكن بالامكان دفنه وهو في مهده. وقد أعدم ظلماً ذو الفقار علي بوتو لأنه كان أول من تبنى قرار الخيار النووي، ثم جاء الجنرال ضياء الحق ليجد نفسه أمام واقع لا مهرب منه وسط ضغط الجنرالات فاستأنف البرنامج الذي وضعه بوتو وأعطى الضوء الأخضر لإكمال المشروع النووي الذي قاده العالم الفذ عبدالقادر خان. وعندما رفض الضغوط التي اشتدت عليه لحمله على صرف النظر عن اكمال القنبلة النووية اغتيل في ظروف مشبوهة بوضع قنبلة في الهليكوبتر التي كان يستقلها. اثبتت باكستان ان بامكان الدول الفقيرة والضعيفة أن ترد التحدي وتقول لا، وتبني قوة مرهوبة الجانب طالما أن الطرف الآخر لا يفهم إلا لغة القوة. والهند كما نعلم تحتل كشمير الاسلامية ولها مطامع وخطط عدائية ضد باكستان وتملك ترسانة ضخمة من الأسلحة بينها الأسلحة النووية التي تتباهى بها وتجري التجارب عليها بشكل سافر. وكم اعجبت برد القيادة الباكستانية على الضغوط لمنع باكستان من اجراء تجارب نووية رداً على التجارب النووية الهندية وجاء فيه: لقد اتخذنا قرارنا بعقلنا وقلبنا... وليس بمعدتنا! في رد على التهديدات بفرض عقوبات اقتصادية ووقف المساعدات ومحاولة خنق الاقتصاد الباكستاني. وحري بالعرب ان يتخذوا من الرد الباكستاني قدوة ومثالاً يحتذى ودرساً في الكرامة وعزة النفس والتضحية ومجابهة الضغوط والتحديات بدلاً من التباهي بالقنبلة الباكستانية والتشبه بالفتاة "القرعة التي تتباهى بشعر ابنة خالتها"! وبالطبع فإن العرب لن يسمح لهم ببناء قوة نووية ولا بالحصول على قنبلة نووية، ولكنه درس لنا جميعاً لنعرف ان اسرائيل لا تفهم سوى لغة القوة وأن العالم لا يحترم سوى الأقوياء حتى لو اختلف معهم وقاطعهم وحاصرهم وقطع عنهم المساعدات! لقطة من ميخائيل نعيمة: العظيم الحقيقي ليس الذي لا يخطئ، بل الذي إذا أخطأ يعود عن خطئه ويتخذ منه عبرة ودرساً.