ظهر الخلاف بين المؤسسة العسكرية ورئاسة الوزراء الباكستانية الى العلن أمس الثلثاء، اذ عقد اتحاد رابطة الضباط المتقاعدين الذي يضم 2.2 مليون عضو مؤتمراً صحافياً دعا على أثره رئيس الوزراء نواز شريف الى المضي قدماً في الاختبار النووي وعدم الرضوخ للضغوط. وقال رئيس الاتحاد الجنرال المتقاعد فيض الله حبشتي الذي كان الساعد الأيمن للجنرال ضياء الحق لدى قيام الأخير بانقلابه عام 1977، ان "ثمة اجماعاً شعبياً على اجراء الاختبار النووي". ولاحظ الجنرال المتقاعد ان "الحكومة الحالية لا تمثل الشعب لأن 62 في المئة من الناخبين لم يدلوا بأصواتهم في الانتخابات الأخيرة". ونصح الحكومة اتخاذ قرار التفجير دون الاهتمام بالتهديدات بعقوبات دولية كون باكستان تعاني من العقوبات بذرائع مختلفة. وتعد هذه الرابطة ظل الجيش الباكستاني. وكانت بوادر الخلاف ظهرت بتصريحات أدلى بها وزير الخارجية جوهر أيوب خان داعياً الى اجراء الاختبار مشيراً الى ان الحكومة اتخذت القرار في هذا الشأن لكنها لم تحدد موعداً له، ومعروف عن خان قربه من الأوساط العسكرية. وفي المقابل، نفى وزير الاعلام مشاهد حسين المقرّب من رئيس الوزراء أن تكون الحكومة اتخذت قراراً بهذا الصدد. وأبلغت مصادر الضباط المتقاعدين "الحياة" ان تحركهم "جزء من الضغوط على الحكومة لدفعها الى اتخاذ قرار بالتفجير والخطوة الثانية لا بد وأن تكون خلع الحكومة من السلطة". واستغلت زعيمة المعارضة بينظير بوتو الخلاف، ولدى وصولها الى كراتشي أمس قادمة من الخارج، طالبت شريف بالاستقالة "لفشله في معالجة الأزمة والرد على التجارب النووية الهندية بالمثل". ورأت بوتو أن عدم اجراء التجربة، "يعرض أمن البلاد للخطر". وأضافت بوتو: "لدينا كل الامكانات لاجراء تفجير نووي. وبدلاً من أن تكون الحكومة على مستوى التحدي، رضخت للضغوط" الخارجية. وجاءت هذه التطورات بعد خيبة الأمل التي أصابت باكستان من موقف قمة الدول الصناعية الثماني التي فشلت في اتخاذ خطوات فاعلة للرد على التحديات الهندية، فيما تواصل الدول المعنية ممارسة ضغوط على باكستان من أجل ثنيها عن اتخاذ قرار التفجير. وحدا ذلك الى الاعتقاد بأن الدول الغربية تضغط على باكستان أكثر من الهند التي ارفقت تجاربها بالتهديدات. وقال وزير الداخلية الهندي لال كريشان أدفاني أول من أمس بأن "الاختبارات الهندية الخمس، أظهرت اننا سنتخذ موقفاً متشدداً ازاء كشمير". وأضاف: "على اسلام آباد أن تعي التغييرات الاستراتيجية في المنطقة والعالم، وأن تطوي سياستها العدائية ضد الهند وخصوصاً في ما يتعلق بكشمير". ورد الناطق باسم الخارجية الباكستانية أمس على هذه التصريحات بأنها "تهدد السلام الاقليمي والدولي". وناشد العالم ان يتخذ قراراً ازاء التهديدات الهندية "غير المسؤولة".