جاكارتا، برشلونه - رويترز، أ ف ب - بدأت اندونيسيا امس الثلثاء الافراج عن معتقلين سياسيين قبل ساعات من وصول مسؤول رفيع المستوى من صندوق النقد الدولي للاطلاع على مدى التقدم الذي أحرزته البلاد لجهة اجراء اصلاحات سياسية. واحتشد الآلاف أمام السجن لاستقبال السجينين السابقين اللذين لوحا لمستقبليها بعلامة النصر. وافرجت السلطات الاندونيسية بعد منتصف الليل عن سري بينتانغ بامونكاس ومختار بكباهان المعتقلين في سيبينانغ، وهو السجن الرئيسي في جاكارتا، ليصبحا بذلك أول معتقلين يُطلقان من بين آلاف المعتقلين في اطار تغييرات بدأت عقب تنحي الرئيس سوهارتو يوم الخميس الماضي. وبدا ان قرار الافراج هو لفتة رمزية من جانب الرئيس الأندونيسي الجديد يوسف بشار الدين حبيبي قبل وصول هيوبرت نايس كبير خبراء الشؤون الاسيوية في صندوق النقد الدولي في وقت لاحق أمس إلى جاكارتا للبحث في امكان استئناف المساعدات المالية إلى أندونيسيا التي يمر اقتصادها بأسوأ أزمة منذ عقود. وكانت جاكارتا أعلنت أول من أمس عفواً واسع النطاق عن السجناء السياسيين بعد أيام من تولي حبيبي السلطة وتعهده اجراء اصلاحات سياسية واجتماعية. وعقد السجينان السياسيان البارزان أول من أمس مؤتمراً صحافياً حضره وزير العدل مولادي في سجن سيبينانغ وتعهد مولادي الافراج عن عدد كبير من المعتقلين السياسيين خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، في اطار اصلاحات سياسية واسعة النطاق تعهد بها حبيبي. ولكن لم يتضح بعد موعد الافراج عن الدفعة التالية من المعتقلين. وكان سري بينتانغ طرد من حزب التنمية المتحد المعارض ذي الميول الاسلامية، وصدر ضده حكم العام الماضي بالسجن 34 شهرا بتهمة التشهير بالرئيس السابق سوهارتو في سياق كلمة ألقاها في المانيا. وكان بكباهان رئيسا لنقابة رفاهية العمال غير المعترف بها وهو يقترب من اكمال فترة سجن مدتها أربعة أعوام بتهمة اثارة أعمال شغب.