جاكرتا - رويترز، أ ف ب - وصل المبعوث الأميركي الخاص وولتر مونديل الى جاكرتا أمس الاثنين لاجراء محادثات مع الرئيس الاندونيسي سوهارتو في شأن الأزمة الاقتصادية التي تواجهها اندونيسيا. وقال مسؤولون في الادارة الأميركية ان مونديل يحمل معه رسالة "حازمة وواضحة" من الرئيس بيل كلينتون توضح ان واشنطن ستعترض على صرف الدفعة التالية من برنامج الانقاذ الذي يقوده صندوق النقد الدولي، ما لم تنفذ اندونيسيا اصلاحات اقتصادية. وذكر ناطق باسم البيت الأبيض ان زيارة مونديل تظهر قلق الولاياتالمتحدة في شأن اندونيسيا والحاجة الى اجراء "تغيير حقيقي". لكن المسؤولين الأميركيين لم يكشفوا تفاصيل اخرى عن مهمة مونديل، ومن المقرر ان يجتمع المبعوث الأميركي مع سوهارتو اليوم الثلثاء. وكان كلينتون تحادث هاتفياً أخيراً ما لا يقل عن أربع مرات مع سوهارتو ليطلب منه تطبيق برنامج الاصلاح الاقتصادي الذي تعهد به مقابل الحصول على المساعدة الدولية التي تزيد قيمتها على 40 بليون دولار. اما سوهارتو فقال الأحد ان برنامج الاصلاحات الذي وضعه صندوق النقد غير كاف وانه يجب اعادة النظر فيه ورفع قيمة المساعدة. من جهة اخرى، بدأت بوادر تذمر تظهر في أعلى هيئة لصنع القرار السياسي في اندونيسيا، اذ خرج بعض النواب من الخط العام ودعوا الى مناقشة خاصة للأزمة الاقتصادية الحادة التي تشهدها البلاد. ونقلت الصحف أمس عن بعض النواب قولهم بعد افتتاح سوهارتو الأحد دورة المجلس الاستشاري الشعبي التي تعقد مرة كل خمس سنوات، انهم يبحثون في تحديد موعد نهائي لجهود الحكومة الرامية لحل الأزمة. ولمح أحد النواب أيضاً الى انه يتعين على سوهارتو، الذي يحكم البلاد منذ أكثر من 30 عاماً، ان يتنحى اذا لم تحل الأزمة. ونقلت صحيفة "اندونيسيان أوبزرفر" عن النائب أ. م. سيف الدين وهو من حزب التنمية الموحدة قوله انه "اذا اخفقت الحكومة في تنفيذ خطتها الرامية للتغلب على الأزمة، فهناك آلية توجب على الرئيس المفوض من قبل المجلس الاستشاري الشعبي ان يرد التفويض الى المجلس". وينتظر ان يعيد المجلس الاستشاري انتخاب سوهارتو رئيساً للبلاد لفترة سابعة من خمس سنوات. على صعيد آخر، أعلن مكتب الاحصاء الحكومي الاندونيسي أمس ان معدل التضخم الشهري في البلاد نما بنسبة 12.76 في المئة في شباط فبراير الماضي ارتفاعاً من 6.88 في المئة في كانون الثاني يناير. وكان معدل التضخم الشهري 1.05 في المئة في شباط من العام الماضي قبل انزلاق اندونيسيا الى أزمتها المالية الحادة أواخر العام الماضي. ويأتي الارتفاع بعد ان فقدت الروبية 70 في المئة من قيمتها منذ بدء أزمة العملات في آسيا في تموز يوليو العام الماضي، وتبلغ قيمة الروبية حالياً 8800 ازاء الدولار الواحد. وحذر المحللون من خطر انزلاق البلاد في فترة تضخم مفرط مع تجاوز المعدل السنوي للتضخم 40 أو 50 في المئة. وارتفعت أسعار الواردات ارتفاعاً كبيراً، كما ان نقص الامدادات ساهم في قفزة الأسعار، خصوصاً بعدما الحقت ظاهرة النينيو أضراراً كبيرة بالمحاصيل في المنطقة. ويدرس سوهارتو تطبيق نظام "مجلس العملة" من اجل استقرار الروبية. الا ان معظم الاقتصاديين يستبعدون نجاحها، كما انها تلقى معارضة شديدة من صندوق النقد الدولي.