أكد حزب "غولكار" الحاكم في اندونيسيا تمسكه بالرئيس سوهارتو مرشحاً وحيداً له في الانتخابات الرئاسية المقررة بعد شهرين، في وقت استفحلت الأزمة الاقتصادية في البلاد. وترافقت الأزمة مع ضغوط أميركية على اندونيسيا لدفع الأخيرة الى "الوفاء بتعهداتها" لجهة المضي قدماً في "الاصلاحات الاقتصادية" التي فرضت على المواطنين برنامجاً تقشفياً دفعهم الى حافة اليأس مع عجزهم في تأمين احتياجاتهم الأساسية. وبدا ان حزب "غولكار" وجد "دعماً واسع النطاق" من المجتمع الاندونيسي حسبما قال رئيسه هارموكو للصحافيين أمس الثلثاء. وأكد هارموكو ان سوهارتو 67 عاماً والذي حكم البلاد أكثر من 30 عاماً، "لا يزال يحظى بثقة الشعب لذا فإن الحزب سيرشحه لولاية رئاسية سابعة من 1998 الى 2003. وللمرة الأولى منذ تأسيسها، تأخرت شركة الطيران الاندونيسية "غارودا" عن دفع مستحقاتها لمؤسسة، "ايرباص" الأوروبية التي زودتها بأحدث الطائرات. ولم تتأخر "غارودا"التابعة للدولة من قبل عن تسديد ديونها، إلا أنها مدينة حالياً بمبلغ ثمانية ملايين دولار، ما يعادل قسطها المستحق عن شهرين. وانعكست الأزمة في افلاس مئات الشركات، وانسحاب ألوف الخبراء والفنيين الأجانب من مشاريع ترعاها الدولة وتفاقم حجم ارتال الفقراء والشح في المعونات الغذائية في شهر الصوم. كما انعكست في قيام الطبقات الميسورة بتخزين المعلبات وأطنان الأرز، وحتى المقربين من الرئيس سوهارتو بدأوا يرفعون أصواتهم، على غرار المعارضين. وأبرز هؤلاء البروفيسور سوميترو، أحد انسباء الرئيس، وهو نائب سابق وخبير اقتصادي كان له الفضل في وضع أسس النهضة السريعة التي عرفتها اندونيسيا في ربع قرن مضى. وقال سوميترو، لجريدة "جاكارتا بوست"، ان اندونيسيا تستطيع استرداد عافيتها الاقتصادية خلال فترة أقصاها ثلاث سنوات، لكن ذلك لن يحصل من دون تطبيق الاصلاحات الجذرية والا فالبلاد مقبلة على هاوية من الاحباط. وأشار سوميترو الى أن العمليات الاقتصادية الصغيرة داخل الخطة الاقتصادية الكبرى والتي تتجاوز الأعراف والشروط وتقفز فوق القانون، هي التي أودت بقيمة الروبية وأدت الى اقفال البنوك والشركات: "وإذا استمر الحال على منواله ولم تقم الحكومة بواجباتها، الأفضل رحيلها قبل فوات الاوان". والواقع ان كلاماً كهذا ما كان مسموعاً أو مسموحاً به من قبل، حين كانت سطوة سوهارتو مطلقة والاعتراض على حكمته وأحكامه يعني الاسكات القسري أو السجن. وعلى اثر اجتماعه بالرئيس الاوندونيسي اول من أمس، صرح ستانلي ميشر المدير التنفيذي للقروض الدولية بأنه تلقى تأكيدات واضحة من سوهارتو على المباشرة من دون تأخير في تنفيذ الشروط المرتبطة بتسليم البنك الدولي 38 بليون دولار لانقاذ الاقتصاد الاندونيسي المتدهور. وللحال أوقف سوهارتو تنفيذ 15 مشروعاً ضخماً معظم القائمين على تنفيذها من أسرته وحاشية الأسرة. ضغوط أميركية ووصل وزير الدفاع الأميركي وليام كوهين ومساعد وزير الخزانة الأميركي لورانس سامرز الى جاكارتا، كل على حدة، حاملين رسالة واحدة مفادها ان على اندونيسيا ان تبرهن التزامها بالاصلاحات الاقتصادية التي اتفقت عليها مع صندوق النقد الدولي.