فجّر مجهولون عبوة ناسفة في كنيس يهودي في موسكو واتهم كبير الحاخامين ادولف شايفيتش "الفاشيست الروس" بتدبير الحادث فيما تجمع بضع مئات من الطلاب اليهود قرب الكنيس شاجبين "الاستفزازات"، واصدرت وزارة الخارجية الروسية بياناً استنكرت فيه الحادث واعلنت وزارتا الامن والداخلية انهما ستقومان بتحقيقات شاملة. ووقع الحادث قبل منتصف ليل الاربعاء - الخميس اثر انتهاء مراسيم الاحتفال بعيد ديني يهودي تزامن مع احتفالات واسعة تقيمها الجالية اليهودية لمناسبة الذكرى الخمسين لقيام دولة اسرائيل. ولم يؤد الانفجار الى وقوع ضحايا وأكد آخر تقرير لاجهزة الأمن ان عامل بناء روسياً اصيب بخدوش وان اضراراً لحقت بجدار الكنيس. وفور اعلان النبأ وردت ردود فعل كثيرة، اذ اعلن رئيس الوزراء السابق فيكتور تشيرنوميردين ان الحادث "اهانة لكل مواطن في روسيا اياً كانت قوميته". واضاف ان حركة "بيتنا روسيا" التي يتزعمها "ستتصدى بحزم" لظواهر العداء للسامية. ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن الحادث الا ان كبير الحاخامين نفى بشدة ان يكون سببه الصراع بين الكنيس الذي يتزعمه والجالية المنشقة عنه وتضرر مبناها. واعترف بأن الخلافات موجودة "ولكن لم تصل الى هذا الحد". ونظم زهاء 500 طالب يهودي مسيرة قرب الكنيس شجبوا خلالها الحادث ولكن الناطق الرسمي باسم الجالية اليهودية بوريس غورين قال ان تجمع الطلاب كان مقرراً سلفاً "لكنه اتخذ طابعاً رمزياً" واصبح دليلاً على ان اليهود "لن تخيفهم الاستفزازات". وحمل غورين السلطات الفيديرالية مسؤولية "العداء للسامية والتطرف". ويستغرب المراقبون توجيه مثل هذا الاتهام الى حكومة يشكل اليهود زهاء 40 في المئة من اعضائها. ونفى الناطق باسم وزارة الامن الكسندر زدانوفيتش اي اتهام بپ"تراخي" السلطة ازاء مظاهر العداء للسامية وقال ان الحادث ربما كان وراءه "شخص غير متزن عقلياً". ولكن السفير الاسرائيلي في موسكو تسفي ماغين اكد ان الحادث "عمل مدروس ومن المستبعد ان يقوم به شخص واحد". ونفى ما نشرته وكالات انباء روسية عن مشاركة فريق من اجهزة الامن الاسرائيلية في التحقيق ولكنه قال ان هناك تعاوناً بين الاجهزة المختصة في البلدين لمكافحة "الارهاب"، وذكر انه لا يستبعد وجود صلة بين التفجير والاحتفالات بالذكرى الخمسين لانشاء دولة اسرائيل. وفي خطوة غير مألوفة اعلنت وزارة الخارجية الروسية استنكارها للحادث الذي وقع على اراضيها وضد موقع لا علاقة له بدولة اجنبية. وينبه المحللون الى ان الوزارة لم يسبق لها اصدار اي بيان من هذا القبيل اثناء حوادث اعتداء على مساجد في روسيا. ومن جانبه ذكر رئيس لجنة الامن في البرلمان فيكتور ايليوخين ان الحادث "منطقي"، واضاف ان تشكيل الحكومة الروسية "اعطى الاولوية للقومية اليهودية دون ايلاء اي اهتمام لقوميات اساسية وشخصيات موهوبة من انتماءات اخرى".