يقدم هاتف "إريديوم" نموذجاً للعولمة وهي تعمل. فهو ملك مجموعة دولية كونسوريوم تتكون من 18 شركة من مختلف بلدان العالم، بينها المجموعتان الماليتان السعوديتان "موارد" و"بن لادن". وتساهم في خدمات التشغيل المحلية للهاتف مؤسسات الاتصالات الرسمية والشركات من معظم بلدان المنطقة العربية. وشبكة "إريديوم" واحدة من أربع شبكات هاتف ساتلية تبدأ العمل خلال السنوات القليلة المقبلة. هاتف "غلوبال ستار" Globalstar وهاتف "آيكو" ICO وشبكة "تيلديسك" Teledisc. وتطرح الاتصالات الساتلية تساؤلات تتعلق بسيادة الدول علي أجوائها، وازدحام المدارات الأرضية، واختناق نطاق ترددات البث، اضافة الى استيعابية السوق لهذا العدد الكبير من خدمات الاتصالات الساتلية. في الاجابة عن هذه التساؤلات يعبر السيد باسل الرحيم عضو المجلس التنفيذي لكونسوريوم "إريديوم انترناشينال" عن وجهة نظر متفائلة بصدد أسواق الاتصالات وأثرها على التحولات المقبلة في اقتصاد البلدان العربية الهدف مليون قال السيد باسل الرحيم ، وهو خبير عربي في الاستثمارات يمثل البيت المالي السعودي "بن لادن" في مجلس ادارة المجموعة الدولية أن "إريديوم" تهدف الى الحصول على مليون مستخدم فقط في المرحلة الأولى من عملها. وهذا في تقديره هدف متواضع لا يزيد على نصف فى المئة من حجم سوق الاتصالات اللاسلكية. فعدد مستخدمي الهاتف الخليوي وأجهزة الاتصال اللاسلكي الاخرى يزيد حالياً على 220 مليون مستخدم شخص. ويتوقع أن يستمر توسع سوق الاتصالات بوتائر قافزة بعد تنفيذ الاتفاقية الدولية لخدمات الاتصالات الأساسية. تفتح الاتفاقية، التي ترعاها "منظمة التجارة العالمية" خدمات الاتصالات في جميع البلدان للمنافسة الخارجية. وتلتزم الدول التي تنضم الى الاتفاقية بفتح أسواق الاتصالات الوطنية للرأس المال الأجنبي والسماح للشركات الأجنبية بتقديم الخدمات، بما فيها التعامل برخص الخدمات وملكية وتشغيل هياكل ارتكازية لشبكات هاتف وراديو وتلفزيون مستقلة. وحققت القرارات التي اتخذها في العامين الماضيين "الاتحاد الدولي للاتصالات" دفعة قوية في هذا الاتجاه. تجيز قرارات الاتحاد الذي يضم ممثلين عن جميع دول العالم لأول مرة استخدام أجهزة الاتصالات الشخصية العالمية التي تعمل عبر البلدان. وأقر الاتحاد الدولي أيضاً معايير خاصة تسمح بحمل الهواتف ووسائل الاتصال الشخصي الساتلي الاخرى عند الانتقال من بلد الى آخر دون الحاجة الي رخصة لادخاله عبر الحدود. وتلتزم البلدان الموافقة على هذه القرارات بالسماح لشركات الهاتف الساتلي الأجنبية بالعمل والنشاط داخل حدودها. وبالارتباط مع ذلك أقرّ الاتحاد الدولي الترددات الخاصة بالهواتف العالمية الجوالة. ووافق هذه القرارات معظم البلدان العربية المنضمة الى الاتفاقية. وتدخل الشركات الأجنبية بموجب الاتفاقية في اتفاقات لمنح الموافقات ورخص التشغيل وفق التعليمات المحلية في البلد المعني. وذكر ريتشارد غوزويل مدير "إريديوم ميدل ايست" ل "الحياة" أنهم وقعوا علي اتفاقيات مع بلدان عربية عدة ويتوقعون أن يتوصلوا الى اتفاقات مماثلة مع الجميع قبل بدء التشغيل التجاري في الخريف المقبل. وعلى الصعيد العالمي يتوقع أن تحقق اريديوم هدفها في الحصول على رخص من 75 في المئة من بلدان العالم. و"إريديوم" هو هاتف رجال الأعمال والمسؤولين الذين تقتضي طبيعة عملهم الانتقال بين بلدان ومناطق لا تتوفر فيها وسائل اتصالات مناسبة. ويمكن القول أن "إريديوم" هو هاتف العولمة التي تعني قبل كل شئ قدرة كل بلد على تصدير السلع والخدمات حيثما تتوفر فرص تنافسية. وتلعب وسائل الاتصالات الجديدة دوراً رئىسياً في العولمة الاقتصادية والمالية. ويعتقد السيد باسل الرحيم أن وسائل الاتصال الساتلية أدوات ملائمة تأتي في الوقت الملائم بالنسبة للمنطقة العربية. فالتحولات التي ستشهدها الأعمال في المنطقة خلال السنوات الخمس المقبلة لا مثيل لها. تضاهي هذه التحولات في إثارتها التغيرات الدرامية التي أحدثتها الهواتف الخليوية وقنوات التلفزيون الفضائية في الحياة الاجتماعية. عشرات الشركات العربية المحلية ستمر بمرحلة انتقال، ومئات رجال الأعمال العرب سيصبحون لاعبين في أوساط الأعمال الدولية. وذكر السيد باسل الرحيم، الذي يدير شركة "سفرون" Safron، وهي شركة استثمارية مختصة بشراء الشركات العربية أن هذه التحولات التي عززتها اتفاقية الجات ومنظمة التجارة العالمية ستشمل معظم البلدان العربية. وستشهد المنطقة خلال السنوات الخمس المقبلة فترة نهوض اقتصادي واعادة هيكلة مماثلة لما شهدتها الأسواق الناهضة في آسيا وشرق أوروبا وأميركا اللاتينية. وسيتعزز وضع السوق العربية وتقوى بنيتها الإقليمية. وترسم الفترة الانتقالية المقبلة مصائر مختلفة للشركات والأعمال العربية. بعضها سيحافظ على البقاء ويجتذب رؤوس أموال كافية لتحويلها الى شركات مساهمة عامة، فيما ستذوب الشركات الضعيفة التي تخفق في تطوير أعمالها واعادة هيكلة تنظيمها.