كان يوم أمس يوماً عربياً في بون لوجود العاهل الأردني الملك حسين والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات فيها وعقدهما محادثات منفصلة مع كل من المستشار الاتحادي هلموت كول ووزير الخارجية كلاوس كينكل تناولت الوضع المجمد لعملية السلام في المنطقة وما يمكن ان تؤول اليه محادثات لندن في الرابع من الشهر المقبل برعاية وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت. واعرب كل من الملك حسين وعرفات وكينكل عن الأمل بنجاح محادثات لندن. ونقل بيان اصدرته الخارجية الالمانية عن الملك حسين قوله ان الاقتراح الاميركي يوفر فرصة لإنهاء الجمود. ورداً على سؤال لپ"الحياة" عما اذا كان الرئيس الفلسطيني سيجتمع برئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو في لندن، قال عرفات ان الأمر مرهون بكيفية تصرف الأخير إزاء المبادرة الاميركية الأخيرة حول الانسحاب من الضفة الغربيةالمحتلة. وقال عرفات في مؤتمر صحافي عقده مع الوزير كينكل اثر انتهاء محادثاتهما انه يأمل بأن تحدث اللقاءات في لندن تجاوباً ملموساً وان يقدم نتانياهو اجابات واضحة ولا يستمر في التهرب من اعطاء موقف من المبادرة الاميركية. وقال كينكل ان الملك حسين وضعه في صورة المحادثات التي اجراها أخيراً مع نتانياهو في ايلات. وذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية ان العاهل الأردني ابدى أمام كينكل قلقه ازاء عدم حصول تقدم كاف في عملية السلام، وان هذا القلق موجود ايضاً لدى الشعب الأردني الذي يسير نحو الاحباط. واكد الملك حسين ان المبادرة الاميركية التي تنص على انسحاب اضافي للقوات الاسرائيلية تقدم فرصة سانحة لإخراج عملية السلام من جمودها المستمر منذ سنة. واشار الملك الى ان الفلسطينيين وافقوا على المبادرة بعد دور مهم لعبه الأردن في هذا المجال. واشار بيان الوزارة الى ان الملك حسين وكينكل حذرا من افلات الفرصة الفعلية التي يؤمنها لقاء لندن المقبل. وقال عرفات رداً على سؤال عما اذا كانت توجد شروط من جانبه أو من جانب نتانياهو للاجتماع سوياً في لندن: "هذا سيعتمد على الخطة التي ستقدمها السيدة اولبرايت، وعلى المساعي التي سيبذلها السيد بلير. ومن جانبنا فنحن عرضنا موافقتنا الايجابية على هذه المبادرة التي عرضت علينا شفاهة، ولكن في لندن ستعرض المبادرة رسمياً علينا وعلى نتانياهو، وهذا يعتمد على كيف سيتصرف الأخير إزاء هذه المبادرة وإزاء المقترحات والجهود الاميركية والأوروبية". واتهم عرفات نتانياهو بالتهرب من اعطاء اجابة واضحة وصريحة على المبادرة . ورأى وزير خارجية المانيا ان زيارة عرفات السابقة الى المانيا تأتي في مرحلة مهمة من عملية السلام. واضاف: "يجب ان نقول للاسف ان المحادثات لم تؤد حتى الآن الى النتائج الجوهرية المرجوة، خصوصاً في المسائل الاساسية مثل الانسحاب الاسرائيلي من أراضي الضفة الغربية ومشكلة المستوطنات والتعاون المشترك". ودعا اسرائيل الى تجميد العمل في مستوطنة "هار حوما" على أراضي جبل أبو غنيم، مشيراً الى ان الاستيطان انتهاك للقانون الدولي. ولاحظ ان الاوروبيين ملتزمون بعملية السلام وعلى استعداد للمساعدة على تشغيل مطار غزة، لكن اسرائيل تعرقل ذلك كما قال. وشدد كينكل على حق اسرائيل في الوجود ضمن حدود آمنة، وكذلك على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره. واضاف انه على قناعة بأن السلام في المنطقة سيتحقق، ولكن السؤال هو متى، وأعلن ان الاتحاد الأوروبي قدم بليون مارك منذ بدء عملية السلام. وأكد الرئيس الفلسطيني في جوابه عن سؤال انه سيعلن العام المقبل الدولة الفلسطينية، مشيراً الى ان مفعول اتفاق اوسلو سينتهي في مطلع شهر ايار مايو 1999 وهو ملزم لكل الأطراف المحلية والدولية التي وقعته. وأضاف: "بمجرد الوصول الى هذا التاريخ يجب ان نعلن الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية". وعقب وزير الخارجية كينكل على ذلك بالدعوة الى ضرورة تفادي تصعيد الاجواء حول هذه النقطة في الوقت الحاضر، ملاحظاً ان اللجوء الى مثل هذا الاعلان في الفترة التي لا تشهد فيها عملية السلام أي تقدم كما يتمنى المرء يمكن ان تؤدي الى تصعيد من الصعب التحكم فيه. والتقى المستشار الاتحادي كول بعد الظهر كلاً من الرئيس عرفات والملك حسين على التوالي في مقر المستشارية. وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة بيتر هاوسمان ان كول والعاهل الأردني "أعربا عن قلقيهما من عدم وجود تقدم في عملية السلام وشددا على ضرورة الاستفادة من كل فرصة سانحة لاقامة حوار بين الأطراف المعنية، وأكدا أيضاً أهمية اتخاذ خطوات تزيد الثقة لدى الناس في المنطقة من أجل دفع السلام الى أمام. وذكر هاوسمان ان كول "ثمن دور الأردن والمساهمة الشخصية للملك حسين". وغادر الضيفان العربيان بون بعدئذ الى بادن حيث تسلم الملك حسين في احتفال كبير اقيم في المساء جائزة وسائل الاعلام الالمانية عن عام 1997 التي تمنحها سنوياً مؤسسة "ميديا كونترول" الالمانية. وقدم الجائزة الى الملك الأردني رئيس الدولة الاتحادية رومان هيرتزوغ الذي كان قد استقبله صباح امس في مقره في بون ايضاً. والى جانب عرفات حضر الاحتفال أيضاً شمعون بيريز الذي حصل مع الرئيس الفلسطيني على الجائزة نفسها قبل عام.