ذكرت مصادر أميركية وفلسطينية مطلعة أمس ان وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت تدرس مع كبار مساعديها امكان قيامها بجولة جديدة على الشرق الأوسط، يرجح ان تكون في غضون أسبوعين. وندد الرئيس ياسر عرفات الذي زار موريتانيا والمغرب أمس بپ"تعنت" رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو. وقالت المصادر ان المسؤولين عن السياسة الخارجية الأميركية، وأبرزهم الوزيرة اولبرايت ومستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي صموئيل بيرغير، عقدوا أمس اجتماعاً في البيت الأبيض للتداول في نتائج المحادثات التي اجريت في واشنطن مع كل من رئيس الوزراء الاسرائيلي والرئيس عرفات. وكانت أولبرايت اجرت محادثات مع عرفات قبيل مغادرته ليل الجمعة - السبت قاعدة "اندروز" الجوية متوجهاً الى موريتانيا التي انتقل منها أمس الى المغرب في اطار جولة ستشمل تونس والجزائر، قبل وصوله الى لندن غداً لاجراء محادثات مع المسؤولين البريطانيين. وشرحت أولبرايت في مؤتمر صحافي أول من أمس ما عناه كلينتون عندما تحدث عن حق الفلسطينيين في العيش بحرية، وقالت ان ما عناه الرئيس انه يعتقد ان لدى الشعب الفلسطيني طموحات بأن تكون له دولة مستقلة وانه يجب احترام هذه الطموحات. وأضافت ان ما تحاول الادارة الأميركية القيام به هو "ايجاد وسيلة يتمكن بها الشعبان الفلسطيني والاسرائيلي من العيش جنباً الى جنب". وجاء ذلك رداً على سؤال عما اذا كانت الادارة الأميركية تقترب من الاعتراف بحق الفلسطينيين في دولة مستقلة. وتوقعت مصادر مطلعة ان يزور المنسق الأميركي لعملية السلام السفير دنيس روس المنطقة تمهيداً لجولة أولبرايت في حال اتخذ قرار نهائي في شأن هذه الجولة. وكان الرئيس الفلسطيني صرح خلال افطار أقامه تكريماً له سفير المغرب في واشنطن السيد محمد بنعيسى بأنه يتوقع اجتماعاً قريباً لمجلس جامعة الدول العربية لمناقشة مستجدات عملية السلام خصوصاً على المسار الفلسطيني، في ضوء نتائج محادثاته في الولاياتالمتحدة. وزاد انه لمس لدى كلينتون دعماً لعملية السلام على أساس الاتفاقات المبرمة بين الفلسطينيين واسرائيل. وكرر ان ما عرضه نتانياهو في شأن اعادة الانتشار في الضفة الغربية مجرد "فتات"، اذ ان عرضه ما يزال يتناول نسبة بين 6 و8 في المئة. وذكر عرفات ان زيارته للمغرب أمس تندرج في سياق المشاورات التي يجريها مع الملك الحسن الثاني بوصفه رئيس لجنة القدس، اضافة الى الدور الذي يضطلع به في عملية السلام.