توقع اتحاد الصناعات الجوية الأوروبية "ايرباص" أن يحتاج العالم إلى طائرات نقل مدنية جديدة بقيمة 2،1 تريليون دولار خلال السنوات العشرين المقبلة، وأن يضاعف أغلب الناقلات الجوية في مختلف البلدان، باستثناء أميركا الشمالية، حجم اسطوله من الطائرات مرتين. وذكر نائب الرئيس لشعبة التوقعات والتخطيط الاستراتيجي آدم براون ان صناعة الطيران ستشهد العقدين المقبلين تطوراً باتجاه رفع متوسط السعة المقعدية من 179 مقعداً إلى 227 مقعداً للطائرة الواحدة. وكان براون يتحدث في مؤتمر صحافي عقد في لندن أمس وخصص لتقديم التقرير السنوي عن "توقعات السوق العالمية 1998 - 2017". وقال إن متوسط حجم الطائرات التي تستخدم في أساطيل الشركات التي تعتمد على معدلات تشغيل مرتفعة، سواء في أميركا الشمالية أو افريقيا أو اميركا اللاتينية، سيبقى كما هو عليه اليوم أدنى من المعدلات الدولية. إلا أنه أشار إلى أن النمو المتدني نسبياً سيؤدي إلى تراجع متوسط حجم الطائرات التي تشغلها شركات الطيران في الشرق الأوسط، والذي يتجاوز المتوسط العالمي، ليتماشى مع المعدلات السائدة. وأشار إلى أن الناقلات الجوية في منطقة آسيا - المحيط الهادئ ستضطر إلى استخدام طائرات تفوق سعتها المتوسط الحالي المعتمد لديها والبالغ 240 مقعداً لتصل إلى 320 مقعداً، بسبب حركة النقل الكثيفة والازدحام البالغ في مرافقها الأساسية ومطاراتها. وقال إن "ايرباص" تنوي زيادة معدل التشغيل لديها بنسبة 200 ساعة سنوياً لكل طائرة تنتجها خلال السنوات العشرين المقبلة، وإلى أن شركات الطيران سترفع عدد رحلاتها بنسبة 88 في المئة وستحتاج إلى زيادة عدد طائراتها بنسبة 85 في المئة. وقدر عدد الطائرات التي سيحتاجها العالم حتى عام 2017 بنحو 16700 طائرة يتم ادخال 3100 طائرة منها من أساطيل التأجير الحالية وبناء 13600 طائرة جديدة تفوق سعة الواحدة منها 70 مقعداً على الأقل، منوهاً إلى أن استخدام طائرة عريضة الجسم سيؤمن قيمة أعلى من استخدام طائرة أصغر حجماً. وأشار إلى أن الشريحة الأكبر من الصفقات ستكون على مستوى الحجم في مجال الطائرات التي تبلغ سعتها 300 مقعد و350 مقعداً و400 مقعد على اعتبار أنها ستشكل نسبة 30 في المئة من اجمالي الطلبيات، مع الأخذ في الاعتبار ان سوق منطقة آسيا - المحيط الهادئ ستسيطر على السوق الدولية باستحواذها على 33 في المئة من الاسطول العالمي. وأكد ان تقديرات "ايرباص" تشير إلى أن الطائرات ذات الجسم البالغ العرض ستشكل 29 في المئة من اجمالي الطلبيات الجديدة، وقال: "هذا السبب يبرر تصميمنا، من منطلق الأهمية الاستراتيجية، على العثور على سبيل لدخول هذا القطاع وقتل الاحتكار القائم" الذي تمثله شركة "بوينغ" الأميركية العملاقة. أما النائب الأول لرئيس "صناعات ايرباص" جون ليهي فنفى أن تستمر التأثيرات المحدودة لأزمة الاسواق الآسيوية لمدة تفوق عامين أو ثلاثة أعوام، مشيراً إلى أن حركة المسافرين ستتضاعف ثلاث مرات في السنوات العشرين المقبلة على أن تستحوذ طائرات الممر الواحد على ثٌلث الطلب الاجمالي البالغ 9،3 مليون مقعد. وذكر ليهي ان "ايرباص" التي لا تملك طائرة منافسة قادرة على مواجهة "بوينغ" في فئة "747"، خصصت ثمانية بلايين دولار لانتاج طائرة عملاقة بطرازات عدة تنتمي جميعها إلى فئة "ايه. اكس. اكس" التي ستكون قادرة على نقل ألف مسافر دفعة واحدة.