تشوهاي (الصين) - رويترز - توقعت شركة «امبراير» البرازيلية، أكبر مُصنع في العالم للطائرات الإقليمية التي تستخدم في الرحلات المتوسطة والقصيرة، أن يصل الطلب الصيني على طائراتها إلى 950 طائرة خلال 20 سنة». وجاءت توقعات الشركة في بيان خلال معرض جوي في الصين حيث من المتوقع أن تشهد طلبات شراء الطائرات الجديدة صعوداً قوياً على مدى السنوات العشر المقبلة في ظل ازدهار الطلب على النقل الجوي. وكانت قيمة دفتر طلبات «امبراير» تراجعت إلى 15.3 بليون دولار أي 23.5 في المئة، في الربع الثالث من العام مقارنة ب20 بليوناً في الفترة ذاتها من عام 2009، في حين ارتفعت ارتفاعاً قليلاً فقط من 15.2 بليون دولار في الربع السابق، مع استمرار تشكيك شركات الطيران في قوة التعافي الاقتصادي العالمي. الى ذلك، أعلنت الصين تلقيها طلبات لشراء 100 طائرة من أولى طائراتها التجارية، في إطار طموحها لمنافسة «آرباص» و «بوينغ» على حصة من السوق العالمية التي يبلغ حجمها 1.7 تريليون دولار. وكشفت شركة الطائرات التجارية الصينية (كوماك) المملوكة للدولة، النقاب عن هذه الطلبيات أمس خلال أضخم معرض جوي في البلاد، بعد انكفاء الطلبيات في العامين اللذين أعقبا إطلاق تصميمات الطائرة «سي - 919» المجهزة ب150 مقعداً. وأفادت «كوماك» بأن «الطلبيات أتت من أربع شركات طيران صينية - ما لم يكن مفاجئاً نظراً الى تشجيع الحكومة للمشروع - فضلاً عن ذراع التأجير التابعة لشركة «جنرال اليكتريك» التي ستورد محركات الطائرة «سي - 919» مع شركة «سافران» الفرنسية». يذكر انها المرة الأولى يتقدم فيها مشترون بطلبات لشراء الطائرة التي تتوقع «كوماك» بدء تصنيعها العام المقبل، وتسيير أول رحلة لها في 2014 وتسليم أول طلبية في 2016. وقال رئيس مجلس ادارة «كوماك» تشانغ كينغ واي في بيان: «توقيع العملاء يرسي أساساً سوقياً للطائرة «سي - 919» التي دخلت بسلاسة مرحلة التطوير الهندسي». ولم يذكر المسؤولون قيمة الصفقة أو تفاصيل الطلبيات من كل شركة على حدة. وتساوي صفقة مماثلة من طائرات «ارباص» أو «بوينغ» نحو 7 بلايين دولار بالأسعار المعلنة لكن الطائرات تباع عادة بخصم 20 في المئة على الأقل. وقال محللون: «على الصين أن تعمل جاهدة لتجتذب شركات الطيران الأجنبية». وتتطلع «كوماك» إلى بيع ألفي طائرة «سي - 919»، لكن شركة «سي أف أم انترناشونال» لصناعة المحركات المملوكة لكل من «جنرال أليكتريك» و «سافران»، توقعت نصف هذا العدد. وعلى رغم ذلك، فإن هذا العدد يشكل ثلث توقعات السوق لشركة «بوينغ» خلال 20 سنة للطائرات من الحجم ذاته. والصين واحدة من منافسين عدة محتملين ل«آرباص» و«بوينغ»، إذ تعمل روسيا والبرازيل وكندا واليابان لإنجاز تصميمات. لكن «آرباص» لمّحت إلى أنها ستكافح للحفاظ على موقعها كأكبر مصنع للطائرات في العالم تليها «بوينغ». وقال رئيسها التنفيذي لورنس بارون في الصين: «ولدنا لندخل في منافسة قبل 40 سنة والآن نحن رقم واحد... نحن معتادون على ذلك. أين القضية؟». من ناحية أخرى، أعلنت «آرباص» عن تلقي طلب من شركة «ترانس ايشا» لشراء طائرتين «ايه - 330»، و6 طائرات «ايه - 321» . وتتوقع «بوينغ» أن تزيد الصين أسطول طائراتها إلى ثلاثة أضعاف خلال السنوات العشرين المقبلة، ما سيجعل البلاد أكبر سوق للطائرات بعد الولاياتالمتحدة. وأعلنت مؤسسة غولدمان ساكس هذا الأسبوع إن «حركة النقل الجوي للركاب الصينييين قد تصل إلى بليون شخص سنوياً بحلول عام 2022». ولفتت «كوماك» الى إنها تتوقع أن تتسلم الصين نحو 4400 طائرة بقيمة 500 بليون دولار خلال السنوات العشرين المقبلة، مع زيادة طلب الركاب عالمياً بمعدل 5.2 في المئة في المتوسط، ونمو النقل الجوي للركاب بمعدل 7.7 في المئة.