يجرى اليوم الخميس في جمهورية صربيا الاستفتاء الذي دعا إليه الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش بشأن الوساطة الدولية في حل مشكلة الاقليم ذات الغالبية من السكان الألبان الذين أعلن زعماؤهم مقاطعة الاستفتاء، فيما تشير التوقعات إلى أن النتيجة ستكون رفض التدخل الدولي. وكان الرئيس ميلوشيفيتش دعا إلى الاستفتاء، موضحاً موقفه بالقول: "رفضنا الموافقة على وساطة خارجية في حل المسائل الداخلية لبلدنا، خصوصاً في حل مشكلة كوسوفو التي تعتبر من شؤون صربيا الداخلية. ونظراً إلى ما لهذا الموقف من أهمية في الحفاظ على سيادة وحرمة أراضي يوغوسلافيا، فإننا نود معرفة الرأي الشعبي فيه". وأيدت الاقتراح الأحزاب المشتركة في الائتلاف الحكومي الصربي وهي: الاشتراكي والراديكالي واليسار المتحد. لكن زعماء ألبان كوسوفو دعوا إلى مقاطعته. ووصفه نائب الاتحاد الديموقراطي الألباني فهمي أغاني بأنه "لعبة سياسية لجأ إليها ميلوشيفيتش بهدف المماطلة في المفاوضات وعرقلة حل مشكلة كوسوفو". ويعارض المجتمع الدولي هذا الاستفتاء. وأفاد مفوض الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي هانز فان دان بروك في تصريح نشرته صحيفة "ناشا بوربا" المستقلة الصادرة في بلغراد أمس أن مشكلة كوسوفو تدخل ضمن المسائل المتعلقة بمصالح الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "لأن أزمة كوسوفو لا تهدد صربيا ويوغوسلافيا فحسب، وإنما مقدونياوالبانيا ومناطق أخرى في البلقان". وأيد بروك موقف ألبان كوسوفو أن تكون المفاوضات في منطقة حيادية خارج أراضي الاتحاد اليوغوسلافي وبحضور وسيط دولي. من جهة أخرى، شهدت مناطق بلديتي ديتشاني وجاكوفيتسا في كوسوفو القريبة من الحدود مع البانيا أمس اشتباكات عنيفة بين القوات الصربية ومقاتلي جيش تحرير كوسوفو. وفرضت السلطات الصربية حصاراً شديداً على المنطقة ما جعل المعلومات عن الضحايا والخسائر غير متوافرة.