شهدت المواجهة في شأن مستقبل اقليم كوسوفو تصعيداً خطيراً على المستوى السياسي والعسكري، وأعلنت الولاياتالمتحدة وأوروبا عن الاستياء الشديد من التصلب المتزايد الذي تبديه بلغراد تجاه المساعي الدولية لحل مشكلة الاقليم. وجاء هذا التصعيد بعدما رفض الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش استقبال المبعوث الأميركي الخاص روبرت غيلبارد كما اعتبر عرض منظمة الأمن والتعاون الأوروبية الخاص بالتوسط في قضية كوسوفو الذي نقله وزير خارجية بولندا برانيسلاف غيريميك غير مقبول. وأفادت مصادر مركز الاعلام الألباني في بريشتينا أمس السبت ان العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الصربية "تواصلت في ما لا يقل عن سبع قرى في المنطقة الغربية من كوسوفو القريبة من الحدود مع ألبانيا". ومن جانبه وصف المبعوث الأميركي غيلبارد وجود القوات الصربية في المنطقة بأنه "عامل مثير للتوتر بين المدنيين ودليل على عدم استعداد السلطات اليوغوسلافية اتخاذ الخطوات اللازمة لاقامة حوار حقيقي مع الألبان في كوسوفو". وأضاف في تصريحات نشرتها صحيفة "ناشا بوربا" المستقلة الصادرة في بلغراد أمس: "ان عدم اظهار الرئيس ميلوشيفيتش ما يدل على دخوله في حوار ايجابي في شأن كوسوفو يبعث على القلق الشديد لأنه يؤكد ان يوغوسلافيا تسلك طريقاً محفوفاً بالمخاطر". ومن جانبه أعرب وزير خارجية بولندا برانيسلاف غيريميك الذي نقل الاقتراحات الأوروبية الى ميلوشيفيتش عن قلقه في شأن مستقبل منطقة البلقان. وذكر تلفزيون بلغراد أمس ان رفض الرئيس ميلوشيفيتش الاقتراحات الأميركية والأوروبية "ناجم عن استناد هذه الخطط الى الوساطة الدولية المباشرة التي تشكل تدخلاً يخل بسيادة يوغوسلافيا على جميع أراضيها ومن ضمنها كوسوفو". ويرى المراقبون في بلغراد ان ميلوشيفيتش أراد في ممارساته الأخيرة ان يبلغ الأميركيين انه غير مهتم بضغوطهم وان حكومته مصممة على منع انفصال اقليم كوسوفو.