في ظل تهديدات عراقية باحتمال نشوب أزمة جديدة مع مجلس الأمن، أكد وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين الذي أجرى محادثات عسكرية في القاهرة امس، تمسك الولاياتالمتحدة بمبدأ "الاحتواء المزدوج" ضد العراق وايران، مضيفاً أن مصر تعتبر تنفيذ بغداد جميع القرارات الدولية شرطا لرفع العقوبات المفروضة على العراق. في غضون ذلك وصل فريقان من خبراء الاممالمتحدة في نزع السلاح الى العراق أحدهما خاص بمسح المواقع التي يقول العراقيون انهم دمروا ودفنوا فيها رؤوساً جرثومية. وأكد المفتشون انهم سيحتاجون وقتا أطول بكثير من المتوقع للتحقق من صحة هذا الادعاء. وقام فريقان من خبراء اللجنة الدولية لنزع اسلحة الدمار الشامل العراقية أونسكوم صباح امس بزيارات مفاجئة ومعلنة لنحو 12 موقعا من دون اي اشكالات. واستخدم المفتشون طائرات هليكوبتر في بعض مهماتهم. راجع ص5 واجرى كوهين الذي زار ضريح الرئيس انور السادات ونصب الجندي المجهول، في مقر الامانة العامة لوزارة الدفاع المصرية امس محادثات مع نظيره المشير حسين طنطاوي، حضرها الفريق مجدي حتاتة رئيس الأركان المصري وعدد من كبار الضباط. وتناولت المحادثات سبل التعاون العسكري. واكد كوهين ان واشنطن "ستستمر في مساعدة مصر وتأييد برنامجها لتحديث قواتها المسلحة ... وخلال هذا العام سنقدم 3،1 بليون دولار وستواصل القوات الاميركية تدريباتها المشتركة ... برنامج التعاون سيتضمن تقديم 50 عربة وصواريخ ستينغر وفرقاطتين وطوربيدات وصواريخ هاربون المضادة للسفن والتصنيع المشترك لعربات سحب الدبابات المعطوبة" وقبل ذلك سلم كوهين الرئيس حسني مبارك رسالة من الرئيس بيل كلينتون تضمنت "تصميم الرئيس الاميركي الاستمرار في دعم عملية السلام". ونقلت وكالة "فرانس برس" عن الوزير الأميركي انه تلقى من مبارك تأكيدا بأن مصر تؤيد الابقاء على العقوبات المفروضة على العراق حتى يلتزم قرارات الاممالمتحدة. واشار كوهين الى ان محادثاته مع طنطاوي تناولت "رفضنا للارهاب والتزام الولاياتالمتحدة سياسة الاحتواء المزدوج للعراق وايران". واعتبر موقف مصر خلال الأزمة العراقية الأخيرة في شباط فبراير الماضي "عاملا مساعدا لحض العراق على الامتثال الكامل لقرارات الاممالمتحدة". وقال: "اثرنا مع الرئيس مبارك مشكلة احترام صدام حسين لقرارات الاممالمتحدة ووافق على انه يجب ان يتقيد العراق بها تماما والى ان يحدث ذلك لا يمكن رفع العقوبات". في بغداد أب أعلن الجنرال السويدي نيل كارلستروم، الذي يرأس مركز المراقبة والتحقق التابع للامم المتحدة في بغداد، ان الخبراء لم يستطيعوا بعد إحصاء كل الرؤوس التي تحوي عناصر جرثومية قال العراق انه دمرها ودفنها في 1991. وأوضح ان المفتشين سيعودون قريباً، مزودين ملابس واقية خاصة، لاستئناف البحث عن هذه الرؤوس التي امتنع كارلستروم عن تحديد عددها، والتي يقول عنها العراقيون انها مدفونة في موقع يقع خارج بغداد. وتابع ان التحقق من الادعاء العراقي بتدميرها سيستغرق "وقتاً أطول بكثير مما كان يُعتقد سابقاً". وكان مسؤولون عراقيون أعلنوا ان مجموع الرؤوس التي كانت تحوي عناصر جرثومية يبلغ 77 رأساً، وان المفتشين عثروا على 70 منها. وانتهت أعمال الحفر التي قام بها المفتشون بحثاً عن هذه الرؤوس في 12 آذار مارس الماضي. وقال كارلستروم انهم استخدموا خلالها أجهزة متطورة للرصد. وأضاف ان 20 عالماً من جنسيات مختلفة وعشرات من العمال العراقيين شاركوا في الحفريات.