بغداد، مسقط، واشنطن - أ ف ب، رويترز - أعلن ديبلوماسي يرافق المفتشين الدوليين في بغداد أمس أن تفتيش القصور الرئاسية العراقية سيبدأ اليوم. وكان فريق دولي يضم ستين خبيراً وصل الى بغداد أمس للمشاركة في تفتيش المواقع الرئاسية، فيما أعلن العراق انه سيسمح لمفتشي اللجنة الخاصة اونسكوم بمقابلة عالم عراقي بارز في مجال الأسلحة الجرثومية اعتقل لدى محاولته الفرار الى الخارج. ودعا السلطان قابوس بن سعيد العراق الى مواصلة التعاون مع مفتشي الأممالمتحدة من اجل رفع الحظر الدولي. ونقلت وكالة الانباء العمانية عن قابوس قوله اثناء استقباله وزير العدل العراقي شبيب المالكي، ان "القيادة العراقية مدعوة الى مواصلة التعاون مع الأممالمتحدة لتخفيف التوتر في المنطقة واستعجال رفع المعاناة عن الشعب العراقي الشقيق التي طال امدها".وذكر مسؤولون في "اونسكوم" التي يرأسها ريتشارد بتلر ان الخبراء الذين وصلوا في طائرة تابعة للأمم المتحدة الى مطار الحبانية غرب بغداد، آتين من البحرين، سينضمون الى 19 ديبلوماسياً وصلوا الى العاصمة العراقية الثلثاء لتفتيش المواقع الرئاسية. واجتمع بتلر أمس مع موظفي الأممالمتحدة في بغداد بعدما أنهى محادثاته مع المسؤولين العراقيين. وكان أعلن أول من أمس ان العراقوالأممالمتحدة "جاهزان لبدء" تفتيش المواقع الرئاسية. وبموجب اتفاق شباط فبراير كلفت عملية التفتيش "مجموعة خاصة" برئاسة جاياناثا دانابالا سري لانكي الذي تتزامن مهمة بتلر مع وجوده في بغداد. وقالت الناطقة باسم اللجنة الخاصة جاني سوليفان ان دانابالا وبتلر اجتمعا أمس مع الديبلوماسيين المعتمدين في بغداد لاطلاعهم على مهمتهم. وأشارت الى ان الخبير الأميركي سكوت ريتر، الذي نفذ عمليات تفتيش في بغداد مطلع آذار مارس الجاري ليس بين المفتشين الستين. وأعلن دانابالا ان الاستعدادات لتفتيش المواقع الرئاسية "اكتملت لكن الأمر يرجع الآن الى خبراء الأسلحة لتحديد موعد البدء". وأضاف: "نحن مستعدون لعمليات التفتيش، وأنجزت التحضيرات مع العراقيين". وكان بتلر ذكر أول من أمس ان المحادثات "الايجابية" التي اجراها مع العراقيين هذا الأسبوع اختلفت تماماً عن تلك التي جرت في كانون الثاني يناير الماضي. وأكد ان المسؤولين العراقيين أبدوا "روحاً بناءة جديدة" في المحادثات معه وفي تعاونهم مع مفتشي اللجنة الخاصة، وزاد: "كانون الثاني كان شديد الوطأة، أما اليوم فمختلف بمقدار سنة ضوئية". وأشار الى ان محادثاته مع العراقيين تناولت في شكل رئيسي مسألتي غاز الأعصاب "في اكس" ورؤوس الصواريخ التقليدية. وتابع: "هناك مشكلة تتعلق بجزء مهم من صاروخ وملف حول الأسلحة الكيماوية نحاول الاستفسار عنه. من الضروري جداً ان تكون لدينا صورة واضحة عن الرؤوس الخاصة وكمية غاز في اكس التي انتجوها" العراقيون. ولفت بتلر الى ان العراق قدم أخيراً للمفتشين معلومات جديدة عن انتاج "في اكس" وعن الرؤوس "الخاصة" ما زالت "قيد الدرس". الى ذلك ذكر مصدر عراقي طلب عدم كشف اسمه، ان حكومته ستسمح للمفتشين الدوليين بمقابلة ناصر الهنداوي، العالم العراقي البارز في مجال الأسلحة الجرثومية المعتقل في بغداد. وقال المصدر: "اذا أراد فريق الأسلحة البيولوجية مقابلته يمكنه ذلك، وصلاحيات أونسكوم لن تتأثر باعتقاله". وأوضح ان "كل المستندات التي كانت في حوزته سلم للجنة الخاصة قبل عشرة أيام"، مشيراً الى ان سكوت ريتر "أعرب عن تقديره لهذه الخطوة من خلال اللجنة". وأضاف المصدر ان "المستندات التي صودرت من الهنداوي تقارير علمية شارك في اعدادها أثناء عمله في البرنامج البيولوجي السابق، واجتمع معه فريق تفتيش عشرات المرات". ولم توضح رسالة تلقتها اللجنة الخاصة هذا الشهر من وزير النفط العراقي عامر محمد رشيد متى اعتقل الهنداوي والى أين كان ينوي الفرار، لكن اللجنة حصلت على نحو مئتي صفحة من المستندات يقال انها كانت في حوزة العالم. وصرح وزير الدفاع الأميركي وليام كوهين ليل الثلثاء بأن اعتقال الهنداوي يشكل محاولة من جانب الرئيس صدام حسين لاخفاء معلومات عن مفتشي الأممالمتحدة. وقال ان "ذلك يمكن ان يكون الدليل على ان هناك محاولة من صدام لمنع المفتشين من الوصول الى معلومات تساعدهم في عملهم، ولاخفائها. وفي هذه الحال تعقيد لتسوية نهائية" لأزمة تفتيش المواقع العراقية.