يصل الى القاهرة في غضون ايام مبعوث عراقي للرئيس صدام حسين يتوقع ان يلتقيه الرئيس حسني مبارك. وكشف وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى النقاب عن ان الرئيس مبارك تلقى امس رسالة جوابية من الرئيس العراقي رداً على الرسالة التي بعث بها عبر مندوب العراق لدى الجامعة العربية السفير نبيل نجم قبيل مغادرته الى بغداد. وكانت رسالة الرئيس مبارك طالبت الرئيس العراقي باحتواء الازمة الاخيرة وايدت مطلب العراق بخصوص المراجعة الشاملة للعقوبات وتخفيف المعاناة عن شعبه. تتناول محادثات المبعوث العراقي تطورات الازمة الاخيرة بين بغداد وفرق التفتيش التابعة للامم المتحدة التي يتهمها العراق بالتجسس وتجاوز الصلاحيات المخولة لها من مجلس الامن الدولي. وقال وزير الزراعة العراقي عبدالإله حميد التكريتي، خلال توقفه في مطار القاهرة امس في طريقه الى السودان، إن بغداد لديها الادلة على وجود عناصر من جهاز الاستخبارات الاسرائيلي "موساد" ضمن اعضاء فرق التفتيش ويحملون جوازات سفر "مزورة" صادرة عن دول اخرى. وتابع: "لن نقبل استئناف عمل فرق التفتيش من دون ان يكون هناك سقف امني لعملها ورفع العقوبات المفروضة على العراق منذ ازمة الخليج، فضلا عن تغيير رئيس المفتشين ريتشارد بتلر الذي كان يعلم بعلاقة المفتش الاميركي سكوت ريتر مع اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية". وقال مصدر ديبلوماسي مصري رفيع المستوى لپ"الحياة" إن بتلر فقد اهليته منذ الازمة الماضية، وان العراق ابلغ الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان خلال زيارته الى بغداد بذلك، وطالبه بأن يكون الاجراء من قبل الاممالمتحدة لتجنب ازمة جديدة كانت "متوقعة" نتيجة للطريقة التي يعمل بها المفتشون في بغداد. ولفت الى ان عمل فرق التفتيش كان محور المحادثات التي جرت اول من امس في منتجع شرم الشيخ على الحدود المصرية - الاسرائيلية بين الرئيس حسني مبارك ووزير الدفاع الاميركي وليام كوهين. وتابع: "أبلغنا كوهين رفضنا استخدام القوة العسكرية ضد الشعب العراقي، خصوصاً ان الازمة يمكن حلها بالطرق السياسية، وأكدنا ضرورة المراجعة الشاملة لعلاقة العراق مع الاممالمتحدة، سواء بالنسبة الى عمل المفتشين الذين ثبت تجاوز بعضهم نطاق العقوبات المفروضة على العراق، وشددنا على ضرورة ان تكون هناك نافذة ضوء تعطي الامل للعراقيين في انتهاء العقوبات". وبدا أن وزير الدفاع الاميركي لم يجد اذاناً مصرية صاغية لجهة تنفيذ عملية عسكرية ضد العراق، وهو ما انعكس على قصر مدة المحادثات التي لم تتجاوز نصف ساعة توجه بعدها الى المطار طالباً من رجال الحراسة المرافقة له منع الصحافيين من التحدث اليه.