في محاولة لتفادي استفحال الصراع بين السلطتين التنفيذية والاشتراعية وافق الرئيس الروسي بوريس يلتسن امس الاربعاء على الاجتماع الى قادة البرلمان اليوم لبحث ترشيح رئيس الحكومة الجديد، فيما طالب المجلس النيابي بعقد "طاولة مستديرة" تضم قادة الاحزاب السياسية والنقابات لمناقشة سياسة الوزارة الجديدة. وجوبه اصرار رئيس الدولة على رفض التشاور مع البرلمان ومطالبته ب "المصادقة بسرعة" على تعيين سيرغي كيريينكو رئيساً للحكومة بمقاومة ضارية في مجلس الدوما الذي تسيطر عليه المعارضة. ووافق المجلس بغالبية 323 مقابل صوتين فقط على قرار يستنكر نية الرئيس تشكيل الحكومة "من دون مناقشة" مع القوى السياسية. كما طالب المجلس بتقديم "كشف حساب" عن اعمال الحكومة السابقة وبيان اسباب اقالتها. واسقط مجلس الدوما من القرار فقرة تدعو الى سحب ترشيح كيريينكو الى ان تستكمل المشاورات الامر الذي يمكن ان يمهد لحل وسط. ولكن الرئيس تلقى ضربة غير متوقعة من مجلس الفيدرالية الشيوخ الذي يضم قادة الجمهوريات والاقاليم ويعد موالياً للسلطة التنفيذية. فقد اصدر هذا المجلس قراراً يدعو الى عقد "طاولة مستديرة" تضم ممثلي البرلمان والديوان الرئاسي والحكومة والاحزاب السياسية للتشاور في شأن تركيبة الحكومة وسياستها وصياغة "برنامج الخروج من الازمة المزمنة". وازاء هذه الضغوط أعلن الناطق الرسمي باسم الكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي ان رئيس الدولة وافق على عقد اجتماع "رباعي" يجمعه مع رئيس الدوما غينادي سيلبزنيوف ورئيس مجلس الفيديرالية يغور سترويف والقائم بأعمال رئيس الوزراء سيرغي كيريينكو لمناقشة تعيين رئيس الحكومة. ولكن ياسترجيمبسكي استبعد احتمال "سحب" ترشيح كيريينكو وقال انه "لا يعلم شيئاً عن وجود مرشحين آخرين". ورداً على طلب البرلمان ان يحضر يلتسن الى اجتماع المجلس النيابي لعرض مرشحه اكد ياسترجيمبسكي ان رئيس الدولة "غير ملزم باللوائح الداخلية للبرلمان". ووصف سيليزنيوف قرار الرئيس بأنه حل وسط وذكر انه سيصر على عقد "طاولة مستديرة" وارجاء البت في تعيين كيريينكو الى وقت لاحق.