طلب الرئيس الروسي بوريس يلتسن من البرلمان، رسمياً، المصادقة على تعيين سيرغي كيرينكو رئيساً للحكومة وهدد بحل المجلس النيابي اذا رفض الطلب، فيما لمح رئيس المجلس غينادي سيليزنيوف الى احتمال موافقة الهيئة الاشتراعية لكنه رفض "اساليب التهديد والابتزاز". وكان الرئيس كلف كيرينكو اجراء مشاورات لتشكيل وزارة جديدة بدلاً من حكومة فيكتور تشيرنوميردين التي اقيلت الاثنين الماضي. ووجه يلتسن امس الجمعة خطاباً الى الشعب امتدح فيه "وفاء واخلاص" رئيس الوزراء السابق، لكنه قال ان الاصلاحات في حاجة الى "دفعة" جديدة، وأعلن انه اختار كيرينكو بوصفه "تكنوقراطياً غير مرتبط بأي حزب او حركة" في اشارة واضحة الى انه يريد من الحكومة عدم التدخل في الشؤون السياسية. وعقد يلتسن اجتماعاً مع كيرينكو في مبنى مجلس الوزراء قال على اثره انه طلب من رئيس الحكومة المعين ان يحمل تفويض رئيس الدولة ويتوجه الى البرلمان ويبلغهم: "جربوا الا توافقوا على تعييني". وأضاف ان الدستور يسمح للبرلمان ان يرفض المصادقة على اقتراح رئيس الدولة ثلاث مرات وزاد "اما الرابعة فستكون حل البرلمان "وطلب من النواب "عدم الدخول في مجابهة جديدة. فانا لن اتساهل". ورداً على اعتراض عدد من الكتل النيابية على كيرينكو كونه لم يتعد ال 36 من العمر قال يلتسن ان الوزارة في حاجة الى "نَفَس جديد"، وأعلن انه ينوي فرض حد أعلى لعمر الوزراء. وأعرب رئيس البرلمان عن اسفه لأن يلتسن اتخذ قراره من دون التشاور مع المجلس النيابي، وقال ان ذلك يعني اعتماد "اسلوب الحكم الفردي". وأضاف ان يلتسن "تشاور مع قادة فرنسا والمانيا قبل التشاور معنا" في اشارة الى الاجتماع الثلاثي الذي عقد الخميس وحضره يلتسن والرئيس الفرنسي جاك شيراك والمستشار الالماني هيلموت كول. واعتبر سيليزنيوف تصريحات يلتسن "تنضح بروح المجابهة والتهديد" ولكنه اضاف ان البرلمان "لا يخاف الوعيد". ولكن ثمة مؤشرات عدة على ان المجلس النيابية الذي تهيمن عليه المعارضة قد يوافق في اللحظة الاخيرة على طلب يلتسن واشار سيليزنيوف الى ان البرلمان "لن يعطى مبرراً دستورياً" لحله، اي انه سيصادق على الاسم الذي يقترحه الرئيس. ولكن نائباً في البرلمان قال ل "الحياة" انه لا يستبعد ان يطرح يلتسن في الجولة الثالثة من الاقتراح "حلاً وسطاً" ويقترح اسماً مقبولاً لدى البرلمان. وعلى صعيد آخر ادلى نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية السابق اناتولي كوليكوف باول تصريح له منذ اقالته يوم الاثنين الماضي وقال تعليقاً على قرار يلتسن ان "الوقت لم يحن بعد كي يخدم المرء وطنه بنزاهة من دون ان يطاله عقاب". وذكر انه يكرر بهذه العبارة ما كان قاله احد جنرالات نابليون اثر تسريحه.