بغداد، سيدني - أ ف ب، رويترز - أنهت المجموعة الخاصة التي تضم خبراء أسلحة تابعين للجنة الخاصة اونسكوم وعشرين ديبلوماسياً تفتيش أربعة مواقع رئاسية في العراق، ونوهت الأممالمتحدة بتعاون بغداد، مؤكدة أن تفقد كل المواقع الرئاسية ثمانية قد ينتهي الاسبوع المقبل. لكن "اونسكوم" التي اعترفت بتحقيق "تقدم سريع" اعتبرت أن هذه العملية ليست شاملة بل تمهد لتفتيش تلك القصور في المستقبل. وقال رئيس المجموعة الخاصة جاياناثا دانابالا لوكالة "رويترز" في بغداد أمس ان المجموعة أنهت نصف مهمتها، منوهاً بالتعاون الذي أبداه الجانب العراقي. وذكر ان المفتشين الدوليين دخلوا القصور الأربعة وتفقدوا محيطها، علماً أن معظم الخلافات كان محوره سابقاً تحديد حدود المواقع الرئاسية الثمانية التي رسمها بسرعة خبراء الأممالمتحدة حين بلغت الأزمة ذروتها الشهر الماضي، وهددت الولاياتالمتحدة بتوجيه ضربة للعراق. وصرح دانابالا قبل بدء مهمة المجموعة الخاصة أمس بأن "النيات طيبة لدى كل الجهات، نناقش قضايا ونتولى تسويتها في الموقع ولم تظهر أي مشكلة كبيرة". وتفقدت المجموعة الخاصة مواقع في تكريت مسقط رأس الرئيس صدام حسين وجبل مخول والقصر الرئاسي في الموصل ومجمع الرضوانية جنوب غربي بغداد. وهناك موقعان رئاسيان آخران في بغداد، وموقع على بحيرة في الثرثار شمال غربي العاصمة العراقية وآخر في مدينة البصرة. وأبلغ دانابالا الصحافيين أمس انه "بزيارة ثلاثة مواقع في الشمال، في تكريت والموصل وجبل مخول فإن 50 في المئة من عملي يكون انجز" مؤكداً ان "زيارات المواقع الرئاسية يمكن أن تنتهي الاسبوع المقبل". وزاد ان المجموعة الخاصة "على الطريق السليم لتنفيذ الاتفاق" الموقع في 23 شباط فبراير الماضي بين الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ونائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز. وذكر ان طارق عزيز حضر عمليات التفتيش في الشمال "الأمر الذي يظهر جدية الالتزام العراقي" بتنفيذ الاتفاق. وكان خبراء نزع الأسلحة والديبلوماسيون غادروا بغداد السبت لتفتيش المواقع الرئاسية الثلاثة في شمال العراق، وذكرت وسائل الإعلام العراقية الأحد ان الرئيس العراقي زار تكريت حيث استقبل بحفاوة، علماً أن زيارته تلت تفتيش قصره في مسقط رأسه. الى ذلك، أوضح تشارلز دويلفر نائب رئيس "اونسكوم" ريتشارد بتلر ان المجموعة الخاصة تحرز تقدماً سريعاً لكنها لا تقوم بتفتيش شامل. وقال لوكالة "رويترز": "نتفقد بسرعة كل مبنى كي نحصل على فكرة عامة عما يوجد في المواقع وليس لننفذ تفتيشاً واسعاً. نحاول انجاز هذه الدراسة في أقصر وقت ممكن". وأشار مفتشو الأسلحة الى أنهم لا يتوقعون العثور على أي دليل يدين العراق خلال الزيارات الأولى للمواقع الرئاسية، لكنها مهمة لجمع المعلومات لعمليات التفتيش في المستقبل لترسيخ مبدأ السماح لخبراء "اونسكوم" بممارسة عملهم من دون أي قيود. وتابع دويلفر ان العراق واللجنة الخاصة يبديان مرونة و"بينهما علاقة أخذ وعطاء، ونحرز تقدماً في شكل ثابت". وكتبت صحيفة "الثورة" العراقية أمس ان مفتشي "اونسكوم" لن يجدوا أسلحة محظورة "لا في المواقع الرئاسية ولا في غيرها، تأكيداً لصدقية العراق". وتابعت في أول تعليق للصحافة العراقية على تفتيش المواقع الرئاسية ان مفتشي اللجنة الخاصة "لم يجدوا شيئاً محظوراً غير الذي أرشدها العراق إليه منذ بداية عملها، واللجنة لن تجد شيئاً محظوراً في المواقع الرئاسية أو في غيرها لخلو العراق منها". وشددت على ان كل ما صرح به المسؤولون الأميركيون والبريطانيون وبتلر عن وجود أسلحة محظورة في المواقع الرئاسية كان "محض أكاذيب". ولفتت الى ان "العراق ماضٍ في تنفيذ الاتفاق الذي أبرمه مع الأممالمتحدة" لأنه "بلد ذو صدقية تامة يحترم الاتفاقات الدولية ويتمسك بها، ولأنه هو الذي أراد هذا الاتفاق ليكشف به للمجتمع الدولي والرأي العام العالمي بشاعة الأكاذيب التي روجها الأميركيون واتباعهم البريطانيون حول العراق، وفداحة الظلم الذي الحقوه به ومسؤوليتهم المباشرة عن اطالة أمد الحصار". على صعيد آخر، هدد العراقاستراليا بوقف استيراد منتجات غذائية منها إذا لم تسحب قواتها من الخليج بسرعة. وقال وزير التجارة العراقي محمد مهدي صالح للاذاعة الاسترالية "اي. بي. سي" ان بغداد لا يمكن أن تبقي علاقاتها التجارية مع "الدول المعادية لها". وأضاف: "لا نستطيع ان نستمر في المحافظة على علاقاتنا التجارية مع استراليا طالما ان قواتها تواجه الشعب العراقي". وكان الاستراليون ارسلوا مئتي رجل الى الخليج معظمهم من القوات الجوية الخاصة، خلال الأزمة العراقية الأخيرة.