في مرور مئة عام على صدور مجلة "المشرق" في بيروت خُصص العدد الاخير للمناسبة وحمل عنوان "السنة المئوية". ومن موضوعاته: كلمات في مئوية "المشرق"، الاب سليم دكاش اليسوعي، مجلة "المشرق" بين الامس واليوم 1898-1998 استمرارية وتطورات، الاب كميل حشيمه اليسوعي، بدايات "المشرق" من خلال رسائل لويس شيخو وبعض الادباء والمستشرقين، نشر النصوص وعلّق عليها الاب كميل حشيمه، "المشرق" والقضايا التربوية ايام الاب لويس شيخو، جورج فايز سلّوم، الدراسات اللغوية العربية في "المشرق" الدكتورة هبة شبارو سنّو. وجاء في مقدمة رئيس التحرير: "تأخذني الرعشة وتتملّكني الاستحالة عندما آخذ القلم لأكتب هذا التقديم في بداية مئوية المشرق. قليلة جداً مجلات الايام الخوالي، الآتية من القرن التاسع عشر، الصامدة في وجه الزمن العسير، المجتازة في هذا الشرق عتبة المئة من الاعوام. انه تحدّي الاستمرارية وتحدي الكتابة. بدأت المشرق وقد اسند أمر تحريرها واصدارها الى الاب لويس شيخو اليسوعي، فارتبطت مسيرتها بشخصه مدة طويلة، كما ارتبطت الكثيرات من المجلات الاخريات باصحابها وغابت معهم. الا ان المشرق استمرّت مع رهبان وادباء آخرين، كونها أثبتت ذاتها مساحة علم وايمان وفكر، ومنبر نهضة وبناء. توقفت عن الصدور مدى عشرين عاماً وصمتت في سنوات الحروب اللبنانية، الا انها عادت ثمرة ارادة هادفة، لتشارك في حمل قضايا الدين والدنيا. مئة عام من عمر المشرق هي تاريخ طويل شهد عزّ الدولة العثمانية فأفولها واندثارها اثر الحرب العالمية الاولى، ثم دخول المنطقة دوامة الحل الاستعماري الذي تلاشى مع الحرب العالمية الثانية، تاركاً وراءه قضية فلسطين وشعبها. هذه المجلة - على ما يوضحه مقال مديرها في ما قدّمته الى الثقافة العربية - كانت ركناً ولو متواضعاً، من اركان النهضة العربية التي ارادت للانسان في هذا المشرق ان يستجمع ذاته ويدرك قواه فيحقق آماله في صنع تاريخه وبناء مستقبله. الا ان تلك النهضة، وان عمّقت تفكيرها في موضوعات اللغة والادب والشعر والثقافة والحرية ودور العقل، فانها لم تستطع ان تتحوّل الى واقع سياسي اقتصادي اجتماعي موضوعي عبر نشوء الدول والاوطان".