احتفلت جامعة القديس يوسف بإعادة افتتاح المكتبة الشرقية التي تعد الأعرق في المشرق العربي بعد فترة من الإغلاق بغية إجراء أعمال ترميم وتحسين وافتتحت في الحين نفسه مكتبة الصور بالمشاركة مع مؤسّسة بوغوصيان. وكان في مقدم الاحتفال وزير الثقافة اللبناني ريمون عريجي والأب البروفسور سليم دكّاش رئيس جامعة القدّيس يوسف. والمكتبة الشرقيّة من أعرق مكتبات الشرق وأقدمها وأغناها، فهي أسّست العام 1875 في الوقت نفسه الذي أسّست فيه الجامعة اليسوعيّة في بيروت، ويعود الفضل في تأسيسها إلى الأب ألكسندر بوركونو الذي جمع النواة الأولى لهذه المكتبة انطلاقاً من الكتب والوثائق التي كانت محفوظة في مدرسة غزير الإكليريكيّة، ليعود الأب العلاّمة لويس شيخو العام 1894 ويمنح المكتبة اسمها وكيانها المتماسك. وأغلقت المكتبة الشرقيّة أبوابها أمام الباحثين والطلاّب منذ بداية العام الجاري (كانون الثاني/ يناير 2016) لإحداث تغييرات في المبنى ولبدء أعمال ترميم وتحسين، لمحافظةٍ أفضلَ على الكتب والمخطوطات والصور. ومن الجدير بالذكر أنّ المكتبة الشرقيّة تحتوي على ما يناهز المئتي ألف كتاب، كتب تشكّل كنزاً ثقافيّاً وإرثاً عظيماً يطرق مواضيع الأدب والتاريخ والجغرافيا والفلسفة والفقه واللاهوت وغيرها من العلوم، عدا عن حوالى ألفي مجلّة وجريدة عربيّة وأوروبّية قديمة ونادرة تنقل صورة أنيقة ووافية عن الصحافة العربيّة والعالميّة. وإضافة إلى هذه الكتب، تضمّ المكتبة الشرقيّة حوالى 3500 مخطوطة تتراوح بين المسيحيّة والإسلام هي في معظمها عربيّة من دون أن تغيب اللغات الأخرى عنها كالسريانيّة واللاتينيّة واليونانيّة والتركيّة والفارسيّة والأرمنيّة والقبطيّة والعبريّة وغيرها. أمّا في ما يتعلّق بمكتبة الصور فهي من أهمّ مكتبات الشرق الصوريّة وأكبرها، فالصور الموجودة فيها والتي يناهز عددها الخمسين ألف صورة تشكّل ثروة ثقافيّة ومرآة لزمن جميل مضى التقطته العين اليسوعيّة. لقد مرّت المكتبة الشرقيّة بحروب كثيرة، حروب طاولت بيروت وتسبّبت بإصابات كثيرة وخسارات مؤلمة إنّما ما زالت هذه المكتبة من أغنى مكتبات الشرق إن لم نشأ أن نقول أغناها. ومن المفرح والمطمئن أن يعرف المثقّف المشرقيّ أنّ الجامعة اليسوعيّة لا تزال ساهرة على سلامة إرثها الثقافيّ، ولا تزال حريصة على تجديد مكتبة تزخر بآلاف الكتب والجواهر والكنوز العربيّة والأوروبّيّة.