قال مسؤولون أميركيون ل "الحياة" أمس إن نقاشاً جدياً يدور حالياً في واشنطن في شأن ما إذا كانت وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت ستلتقي مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين قريباً في إحدى المدن الأوروبية لتقديم خطة سلام أميركية إلى الجانبين. وأوضح هؤلاء ان كل شيء سيعتمد في النهاية على ما إذا كان الرئيس كلينتون سيعلن هذه الخطة التي طال الحديث عنها والتي بدأت تفاصيلها تتسرب عبر الصحف. ومعروف أن أولبرايت ستكون في بون يوم 25 آذار مارس الجاري لعقد اجتماعات على المستوى الوزاري في شأن الوضع في كوسوفو. وقال مسؤول: "يجب أن يتخذ قرار في هذا الشأن على مستوى الرئاسة. اننا في انتظار ما إذا كانت الحكومة الأميركية ستقرر طرح افكارها للخروج من حال الجمود الراهنة. سيكون ذلك قراراً أساسياً لرئيس أميركي نظراً إلى أنه سيعني في إسرائيل ولدى المسؤولين الإسرائيليين ان الولاياتالمتحدة قررت ممارسة ضغوط". واستبعد مسؤولون أميركيون ان تلتقي اولبرايت المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين في لندن في ضوء المواجهة التي حصلت أخيراً بين وزير الخارجية البريطاني روبن كوك ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اثر قرار كوك زيارة مستوطنة تبنيها اسرائيل في جبل ابو غنيم في القدس ولقاء مسؤولين فلسطينيين قرب الجبل. وأوصى المسؤولون انفسهم بقراءة تفاصيل الخطة الاميركية كما وردت في صحيفة "يديعوت احرونوت" ومشيرين الى ان ما نشرته الصحيفة "يستأهل القراءة". واشارت الصحيفة الى نسب معينة يفترض ان ينسحب منها الجيش الاسرائيلي لاطلاق عملية السلام على ان تنفذ الانسحابات على مدى 12 أسبوعاً من خلال ثلاث مراحل. وفي لندن أكد الاتحاد الاوروبي مجدداً امس معارضته لمواصلة سياسة الاستيطان التي تعتمدها اسرائيل ودعمه لوزير الخارجية البريطاني اثر الحادث الديبلوماسي مع اسرائيل. واشار الاتحاد في بيان نشر في لندن التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي خلال النصف الاول من السنة الى ان كوك خلال زيارته لإسرائيل "أكد الموقف الاوروبي". واضاف: "نعتبر ان الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدسالشرقية مخالف للقانون. واطلاق اعمال بناء مستوطنة في هار حوما يشكل عقبة مهمة امام الجهود الرامية الى احراز تقدم في العملية السلمية". وكان البيان مبادرة مشتركة من باريس وبون اللتين قدمتاه الى الدول الاعضاء في الاتحاد للمصادقة عليه، وذكر في وزارتي الخارجية البريطانية والفرنسية ان وزيري الخارجية الفرنسي هوبير فيديرين ونظيره الالماني كلاوس كينكل اعدا نصّ البيان. وأفادت مصادر بريطانية مساء أمس ان ممثلين عن الترويكا الأوروبية، يرافقهم المبعوث الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط ميغيل انخيل موراتينوس، عقدوا اجتماعاً في واشنطن امس مع مسؤولين اميركيين جرى خلاله البحث في صوغ تفاصيل المبادرة الاميركية لدفع عملية السلام والتي من المتوقع ان تُعلن قريباً.