يجري الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في لندن اليوم الاثنين محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في شأن سبل تحريك عملية السلام، وذلك في ضوء نتائج المحادثات التي أجراها عرفات في واشنطن مع الرئيس بيل كلينتون ووزيرة خارجيته مادلين اولبرايت الاسبوع الماضي. وأكد مسؤولون بريطانيون أمس ان بلير الذي سيقابل عرفات في داوننغ ستريت يعتبر محادثاته فرصة مهمة لمعرفة انطباعات الرئيس الفلسطيني عن مناقشاته مع كلينتون في شأن الافكار الجديدة التي قدمتها الادارة الاميركية لحمل اسرائيل على تنفيذ انسحاب كبير ذي صدقية من الضفة الغربية. وتكتسب محادثات بلير - عرفات أهمية خاصة لأنها تأتي بعد تولي بريطانيا رئاسة الاتحاد الأوروبي في أول كانون الثاني يناير الجاري وكذلك بعد تأكيدات مسؤولين بريطانيين ان عملية السلام في الشرق الأوسط ستحتل أولوية كبيرة خلال فترة الأشهر الست التي ترأس فيها بريطانيا الاتحاد. وسيؤكد بلير ضرورة تنفيذ حكومة بنيامين نتانياهو انسحاباً آخر من الضفة الغربية مقنعاً وسريعاً وغير مشروط. وسيعيد الزعيم البريطاني الى الأذهان تنديد بلاده بتوسيع المستوطنات الاسرائيلية واتخاذ اجراءات أحادية في القدس تؤثر في و ضع محادثات المرحلة النهائية بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وتقول مصادر مطلعة ان لندن لديها افكار عدة للمساعدة في كسر حدة الجمود الراهن في عملية السلام والمساعدة في توفير اجراءات من شأنها إعادة الثقة بين الفلسطينيين والاسرائيليين في مجال الأمن لاقناع اسرائيل بالتزام ما تعهدت به وفقاً لاتفاقات أوسلو وذلك لتجنب انهيار الموقف في المنطقة في ضوء التوترات الخطيرة هناك، خصوصاً بسبب تدهور أوضاع الفلسطينيين الاقتصادية. ولن يشارك وزير الخارجية البريطاني روبن كوك في محادثات الاثنين بين بلير وعرفات لأنه سيحضر غداً أول اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسيل في ظل الرئاسة البريطانية للمجموعة، وسيجري خلاله البحث في الأزمة الجزائرية بعد تصاعد أعمال العنف والمذابح هناك وكذلك نتائج زيارة وفد الترويكا الأوروبي الأخيرة الى الجزائر. وفي تطور آخر يضيف مراقبون ان لندن تخشى ان تؤثر الأزمة العاصفة التي يتعرض لها كلينتون بعد فضيحة "مونيكا غيت" في التركيز الاميركي على عملية السلام وذلك لأن المسؤولين البريطانيين يعتقدون ان التحركات الأخيرة لإدارة كلينتون بالنسبة الى احراز تقدم في المسيرة تعتبر مهمة بعد فترة ركود طويلة، ومن الضروري استمرارها. وفي الوقت نفسه فإن بلير سيقدم المزيد من المساندة المعنوية لعرفات لأنه يعرف ان السلطة الوطنية الفلسطينية تتعرض لضغوط داخلية عديدة بسبب الصلف الاسرائيلي الشديد وعدم جدية حكومة ليكود في تنفيذ التزاماتها، وهو أمر يضعف صدقية المعتدلين الفلسطينيين وينذر باندلاع أعمال العنف مجدداً في المنطقة. ووصل الرئيس الفلسطيني امس الاحد الى الجزائر آتياً من المغرب لاجراء محادثات مع القادة الجزائريين حول المأزق الذي تعيشه عملية السلام في الشرق الأوسط. وقالت وكالة الانباء الجزائرية ان وزير الخارجية الجزائري السيد أحمد عطاف وعبدالقادر طفار مستشار الرئيس الجزائري اليمين زروال كانا في استقبال عرفات في المطار. وكان عرفات غادر المغرب أمس في طريقه الى الجزائر بعد ان ناقش مع العاهل المغربي الملك الحسن الثاني عملية السلام المتعثرة واطلعه على نتائج المحادثات الأخيرة التي اجراها في واشنطن الخميس الماضي مع الرئيس بيل كلينتون. وكان عرفات توقف في موريتانيا لفترة قصيرة قبل وصوله الى المغرب.