توقعت مصادر فلسطينية ان يحمل كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات الى واشنطن غداً، رفضاً فلسطينياً للاقتراح الاميركي الخاص بإعادة الانتشار والذي عرضته وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت على الجانب الفلسطيني خلال لقائها الرئيس ياسر عرفات في مدينة رام الله الاسبوع الماضي. وأطلعت هذه المصادر "الحياة" على النص الرسمي للأفكار الاميركية التي تضمنت النقاط الآتية: يتم الانسحاب الاسرائيلي من مناطق "ج" و"ب" بالتوازي مع تنفيذ الجانب الفلسطيني سلسلة من الشروط والمطالب الاسرائيلية، وذلك على ثلاث مراحل وخلال مدة اقصاها 12 اسبوعاً وفق الجدول الآتي: خلال المدة الزمنية الممتدة ما بين بداية الأسبوع الأول الى الأسبوع الخامس، يتم تفعيل لجنة التنسيق الأمني الثلاثية الفلسطينية - الاسرائيلية - الاميركية، وتجتمع كل اسبوعين على أن ترفع توصياتها إلى عرفات والرئيس بيل كلينتون. ويتم تفعيل لجنة التنسيق الأمنية الفلسطينية - الإسرائيلية من دون شروط وبتعاون كامل. بعد ذلك، تبدأ المرحلة الأولى من الانسحاب كالآتي: 9،1 في المئة من منطقة "ج" إلى "ب" 01،0 في المئة من منطقة "ج" إلى "أ" 7 في المئة من منطقة "ب" إلى "أ" أي أن مجموع الانسحابات في هذه المرحلة يطابق النسبة التي كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتايناهو عرضها ورفضها الفلسطينيون في حينه، وهي نسبة 2 في المئة. ويتلو ذلك قيام الجانب الفلسطيني بالخطوات الآتية: 1- اصدار مرسوم رئاسي يحظر التحريض ضد إسرائيل. 2- تشكيل لجنة ثلاثية فلسطينية - اسرائيلية - اميركية لمحاربة التحريض تضم في عضويتها نواباً وصحافيين ورجال قانون. 3 - تصادق اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية على رسالة عرفات الى كلينتون في شأن تعديل الميثاق الفلسطيني. 4 - تشكيل لجنة امنية فلسطينية - اميركية تقوم بمهمات خاصة تتعلق بمسألة قضية الاشخاص المطلوبين. 5 - تضع اللجنة الامنية الثلاثية اجراءات المراقبة ومتابعة الارهاب الاقليمي. وبعد ذلك، اي من بداية الاسبوع السادس الى الاسبوع الحادي عشر، تسحب اسرائيل قواتها من المناطق المذكورة على النحو الآتي: 5 في المئة من المنطقة "ج" الى "ب". ثم تصادق السلطة الفلسطينية على قانون حيازة الاسلحة الذي يصدره المجلس التشريعي وتنفذ ايضاً التزام تقليص عدد الشرطة الفلسطينية وتتخذ اجراءات لوقف تهريب الاسلحة ومتابعة الجهود لاعتقال المطلوبين. في الاسبوع الثاني تنسحب اسرائيل من: 5 في المئة من منطقة "ج" الى "ب" 5 في المئة من منطقة "ب" الى "أ" 1 في المئة من منطقة "ج" "الى "أ" ويتم بالتوازي مع ذلك استئناف مفاوضات الحل النهائي على ان تنتهي هذه المفاوضات بعد عام على بدئها. وهكذا وفق المصادر يكون مجموع الانسحابات كالآتي: من "ج" الى "ب" 11.9 في المئة من "ج" الى "م" 1.01 في المئة من "ب" الى "أ" 12 في المئة. وقالت المصادر ان ما يثير غضب الفلسطينيين من هذه المقترحات التي اعتبرها مسؤولون في السلطة الفلسطينية "مهينة" وتتبنى بالكامل طروحات نتانياهو، انها تمثّل تراجعاً اميركياً عن الاتفاق الذي وقع في البيت الابيض، وعن رسالة وزير الخارجية الاميركي السابق وارن كريستوفر، وحتى عن رسالة المنسق الاميركي لعملية السلام السفير دنيس روس لضمان تنفيذ بروتوكول الخليل وانها تسقط المطلب الفلسطيني بضرورة الزام اسرائيل وقف الاجراءات الاحادية الجانب، خصوصاً النشاطات الاستيطانية، كما انها تسقط المرحلة الثالثة من اعادة الانتشار، اذ يطرح الاميركيون بحسب هذه المصادر مفهوماً لدمج هذه المرحلة الثالثة من الانسحاب في اطار مفاوضات الحل النهائي. ويرفض الفلسطينيون ايضاً هذا المخطط بتجاهله الاعتبارات المتعقلة بالترابط الجغرافي، كونه يسقط قضايا المرحلة الانتقالية التي لم تنفذ اسرائيل أياً من استحقاقاتها كفتح المطار والممر الآمن وبدء انشاء الميناء واطلاق الاسرى. وقالت المصادر ان ما يطرحه الاميركيون يصبح بهذه الطريقة، شروطاً مسبقة وليس تطبيقاً لمفهوم التوازن، وعبّرت عن رفضها التصور الامني الذي تطرحه كونه يخالف مفهوم الوثيقة الامنية التي تم التوصل اليها بحضور الاميركيين وتراجعت عنها حكومة نتانياهو. واضافت المصادر الفلسطينية ان الرئيس الفلسطيني حمّل عريقات رسالة قوية الى كلينتون، تؤكد الموقف الفلسطيني.