أعرب الرئيس بيل كلينتون عن اعتقاده بأن توجيه ضربة عسكرية إلى العراق لن يؤدي إلى حرب عالمية كما توقع الرئيس الروسي بوريس يلتسن. وقال الرئيس الأميركي في مؤتمر صحافي مشترك عقده ورئيس وزراء بريطانيا طوني بلير في البيت الأبيض أمس ان الولاياتالمتحدةوبريطانيا تقفان معاً في مواجهة العراق وأن على "صدام حسين ان يعرف اننا مصممون على منعه من تهديد جيرانه والعالم بأسلحة الدمار الشامل". ملاحظاً أنه وبلير يفضلان حلاً ديبلوماسياً حقيقياً، وان أفضل وسيلة لمنع الرئيس صدام حسين من "تطوير ترسانة نووية وكيماوية وبيولوجية والصواريخ القادرة على نقلها تكمن في عودة المفتشين إلى عملهم وتمكينهم من الوصول إلى المواقع المطلوبة بكل حرية". وشدد كلينتون على القول انه إذا لم يلتزم الرئيس العراقي بإرادة المجموعة الدولية "يجب أن نكون مستعدين للعمل ونحن مستعدون لذلك". وتعادلت مضاعفات فضيحة "مونيكا غيت" مع الأزمة مع العراق والمواجهة العسكرية المحتملة مع الرئيس صدام حسين في المؤتمر الصحافي. واعتبر كلينتون ان في الامكان خفض قدرات العراق في مجال أسلحة الدمار الشامل من خلال الهجمات الجوية، ولكنه أوضح ان واشنطن لا ترغب في حرب شبيهة بحرب الخليج ولا تسعى إلى تغيير القيادة العراقية. وكشف بلير انه بحث مع كلينتون في خطة لدفع العراق إلى التقيد بقرارات مجلس الأمن. وقال إن المطلوب تثقيف الرأي العام البريطاني والأميركي على صعيد أهمية نظام التفتيش الدولي في العراق، وأن المطلوب أيضاً التركيز على الرغبة في التوصل إلى حل ديبلوماسي يرتكز على المبادئ التي حددت. وأضاف بلير ان نجاح الحل الديبلوماسي يعتمد على الرئيس صدام حسين وقبوله الاتفاقات التي وقعها. واذا فشلت الجهود الديبلوماسية "علينا الاستعداد" للمواجهة العسكرية. ورفض الرئيس كلينتون الدخول في تفاصيل الخطط العسكرية في حال فشل الجهود الديبلوماسية. وقال "لا يوجد أحد يريد استخدام القوة ونريد حلاً ديبلوماسياً، لكن الامر يعود اليه صدام حسين". واكد عزمه على متابعة مشاوراته مع الرئيس يلتسن والرئيس جاك شيراك. وسئل الرئيس الاميركي عن "الحرب العالمية" التي تحدث عنها يلتسن فأجاب: "لا افهم تحت اي ظروف سيحصل ذلك. ولا اعتقد ان ذلك سيحصل". وكان وزير الدفاع وليم كوهين طرح على نفسه سؤالاً في شهادة له امام لجنة الامن القومي التابعة لمجلس النواب مفاده "هل تريد الانسحاب من الخليج اليوم؟" واجاب: "كلا ما دام الرئيس صدام حسين هناك وطالما تستمر ايران في تشكيل تهديد لجهة الارهاب". معرباً عن الامل بأن يتبدل الوضع في طهران مع "وصول القيادة الجديدة هناك". وأوضح كوهين الذي غادر مساء الخميس العاصمة الاميركية في بداية جولة اوروبية وخليجية انه من الصعب مناقشة هذا الموضوع في المدى البعيد لكنه اضاف: "لدي مشاكل آنية وأخرى في المدى المتوسط علينا مواجهتها. ولا اعتقد ان هذه المشاكل ستتلاشى". ويذكر أ ب ان كوهين اعلن امس لدى وصوله الى المانيا انه ينوي ارسال المزيد من الطائرات الحربية الى منطقة الخليج وانه سيوافق رسمياً على طلب الجنرال انطوني زيني قائد القيادة المركزية خلال اليومين المقبلين، بارسال طائرات من طراز "اف - 117" ستيلث و"اف 15 - إي" و"اف 16"، فيصبح لدى الولاياتالمتحدة 450 طائرة في المنطقة. وأكد كوهين ان الادارة لم تحدد حتى الان موعداً لبدء عمليات عسكرية تستهدف العراق في حال فشل المساعي الديبلوماسية الراهنة. وقال الوزير الاميركي ان مهمته في الخليج التي ستبدأ غداً الاحد هي شرح الخطط الاميركية العسكرية لمواجهة بغداد واصفاً الضربة العسكرية بأنها ستكون "كبيرة وليست صغيرة". وكان كوهين اصدر مساء الخميس امراً عسكرياً بارسال نحو الفين من مشاة البحرية المارينز الموجودين حالياً في منطقة البحر المتوسط الى الخليج. ومن جهة اخرى اعلن كلينتون انه بحث مع بلير في عملية السلام في الشرق الاوسط "ونرحب بجهود بريطانيا رئيسة الاتحاد الاوروبي من اجل مزيد من التعاون في عملية السلام". وعن ليبيا قال الرئيس كلينتون ان واشنطن ولندن لن تنسيا ضحايا تفجير طائرة "بان اميركان" فوق لوكربي في اسكوتلندا. "ولن نرتاح الى ان تلتزم ليبيا بمطالب المجموعة الدولية وتسلم الليبيين المتهمين بهذه الجريمة الفظيعة للمحاكمة في الولاياتالمتحدة او في اسكوتلندا". اسرى الكويت وفي الكويت ذكرت مصادر كويتية امس ان ثلاثة كويتيين وعد العراق الامين العام للجامعة العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد باطلاقهم ضمن سجناء عرب آخرين هم صيّادو اسماك اعتقلتهم البحرية العراقية قبل نحو سنتين، وليسوا ضمن الاسرى ال 600 الذين تطالب الكويت بالإفراج عنهم. وذكرت هذه المصادر ل "الحياة" ان الكويت تنتظر استيضاح عبدالمجيد اذا ابدى العراق استعداده لاطلاق اسرى كويتيين اعتقلوا خلال احتلاله الكويت وتنفي بغداد وجودهم لديها. من جهة اخرى وزعت السفارة الاميركية في الكويت امس رسائل على مواطنيها تدعوهم الى اتخاذ اجراءات احترازية منها حمل الوثائق الشخصية وابقاء سياراتهم مملوءة بالوقود، لكن السفارة اكدت انه لا خطر مباشراً على المواطنين الاميركيين في الوقت الراهن.