واشنطن، لندن، الكويت - أ ف ب، رويترز - رفضت الادارة الاميركية اعتماد الديبلوماسية لإقناع العراق بالسماح بعودة المفتشين الدوليين الى العمل في مجال نزع السلاح العراقي معتبرة ان "الديبلوماسية أخذت مجراها". وحذر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير امس من ان بلاده مستعدة للقيام بعمل عسكري ضد العراق اذا لم ينفذ التزاماته في شأن تدمير أسلحته. وأعلنت وزارة الخارجية الاميركية ليل الأربعاء ان "الديبلوماسية أخذت مجراها" موحية بأن الضربة العسكرية باتت وشيكة. وأعلن الناطق باسم الوزارة جيمس روبن "ان على الرئيس العراقي ان يتراجع عن قراره ويسمح باستئناف عمليات التفتيش لخبراء نزع الأسلحة الدوليين، وهذا الأمر غير قابل للتفاوض بالنسبة الى واشنطن". وأعلن روبن ان "الوضع واضح لجهة ما على الرئيس العراقي القيام به وهذا الوضع غير قابل للتفاوض الديبلوماسي". وقال روبن ان اولبرايت قررت تأجيل زيارتها لماليزيا يوماً واحداً وانها ستغادر الولاياتالمتحدة اليوم الجمعة. وأوضح ان هذا الاجراء يعطي مزيداً من الوقت لأولبرايت للتشاور مع حلفاء الولاياتالمتحدة في شأن الوضع في العراق. وكان يفترض أصلاً ان تكون اولبرايت توجهت أمس الخميس الى هاواي في طريقها الى كوالالمبور حيث يعقد اعتباراً من يوم السبت اجتماع وزاري لقمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا - المحيط الهادئ ابيك. وبحث كبار مستشاري الرئيس بيل كلينتون السياسيين والعسكريين ليل الأربعاء في التطورات الأخيرة للأزمة العراقية في اجتماع استغرق 90 دقيقة في البيت الأبيض. وقال الناطق باسم البيت الأبيض فيليب كرولي إن المشاركين "عرضوا الوضع خلال الاجتماع وبحثوا في المسائل التي طرحها كلينتون يوم الاحد" في اجتماع سابق مع مستشاريه. ورداً على سؤال عن جدول أعمال كلينتون للأيام المقبلة قال كرولي انه "ليس على علم" بتعديل في برنامج الرئيس الذي يفترض ان يغادر واشنطن مساء السبت الى ماليزيا للمشاركة في قمة "المنتدى الاقتصادي" أبيك الاسبوع المقبل. لكن إلغاء الرحلة ليس مستبعداً. وأعلنت وزارة الدفاع الاميركية ان كوهين أمر الأربعاء بنشر 129 طائرة من بينها 84 مقاتلة واكثر من ثلاثة آلاف جندي في الخليج. وأوضح الناطق باسم "البنتاغون" كينيث بايكون ان الانتشار يشمل 12 مقاتلة من الطائرات الخفية "اف - 117" و12 طائرة قاذفة من طراز "بي- 1" وأربعين مقاتلة من طراز "أف - 15" و"إف - 16" و12 طائرة من طراز "اف/أي - 18" وطائرتين متخصصتين في الحرب الالكترونية "اي.آي - 6بي". وقال ان 45 طائرة ستشارك في دعم الانتشار. وأضاف ان ثلاث مجموعات من الصواريخ المضادة للصواريخ من نوع "باتريوت" ارسلت الى الخليج مع كتيبة من المشاة لحمايتها. وأكد ان كتيبتي مدرعات تضم كل واحدة منها نحو ثلاثة آلاف جندي ستلحق بألف وخمسمئة جندي اميركي في المنطقة. وانتقد الرئىس الاميركي السابق جيمي كارتر خطة ضرب العراق قائلاً: "ان الولاياتالمتحدة تفتقر الى التأييد لتوجيه ضربة عسكرية الى العراق لكن المجتمع الدولي قد يقبل استخدام القوة العسكرية اذا اقتصرت على أهداف عسكرية". وأضاف كارتر في مقابلة بثتها أمس الخميس شبكة تلفزيون "سي.ان.بي.سي": "في هذه المرحلة، وعلى النقيض مما شاهدناه اثناء فترة حرب الخليج، فإننا لا نحظى بتأييد لعمل عسكري في أوروبا ولا في روسيا بالتأكيد. وأنا لا اعتقد بأننا نحظى بتأييد في الدول العربية من جيران الرئيس صدام حسين". وتابع قائلاً: "إذا أمكن تضييق نطاق العمل العسكري للغاية بحيث يقتصر على أهداف عسكرية ولا يقضي على منطقة يوجد فيها مدنيون بينهم نساء وأطفال، عندئذ فإنني أعتقد بأننا قد لا نجد معارضة". واعرب كارتر في مقتطفات من المقابلة نشرت قبل اذاعتها عن شكوكه في ان ضربة عسكرية قد تنهي إصرار العراق على رفع العقوبات . ودعا عضو جمهوري في مجلس الشيوخ الرئيس كلينتون الى عدم شن أي عملية عسكرية ضد العراق بانتظار الحصول على موافقة مسبقة من الكونغرس. وقال أرلين سبكتر، عضو مجلس الشيوخ عن بنسيلفانيا، في مؤتمر صحافي انه وجه رسالة الى كلينتون لمطالبته بپ"عدم اللجوء الى القوة إلا بعد موافقة الكونغرس". في لندن، قال رئيس الوزراء البريطاني في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية بي.بي.سي ان "على صدام ان يتراجع ويطبق القرارات المتعلقة بعمل اللجنة الدولية الخاصة بنزع الأسلحة العراقية، وإلا فسيتعرض للضربة". وأوضح رداً على سؤال عن خطر وقوع ضحايا مدنيين "إني مقتنع بأن هذه الضربة ستتم بطريقة ناجحة وستستهدف بدقة القوات العسكرية العراقية وأسلحة الدمار الشامل التي صنعها العراق. وتأكدوا من أننا أخذنا ذلك في الاعتبار وبكل عناية". وسمحت السفارة البريطانية في الكويت لموظفيها غير الاساسيين وأسرهم الأربعاء بالرحيل في اطار الاستعدادات النهائية لضربات عسكرية محتملة ضد العراق. وأوضحت السفارة في تحذير وجهته الى نحو 4500 بريطاني في الكويت "ننصح بعدم السفر الى الكويت الا للضرورة. موظفو السفارة البريطانية غير الاساسيين واسرهم مسموح لهم بالرحيل اذا رغبوا في ذلك".