كلاّبات للأصابع وقراضات للإبهام وأغلال للمعاصم وقيود حديدية وأصفاد مصممة خصيصاً للتعذيب ومسدسات صادمة وهرّاوات صاعقة ومناخس كهربائية وغيرها من البنادق التي تشل الحركة. هذه الصادرات تصنفها وزارة التجارة في الولاياتالمتحدة ضمن فقرة "الأدوات المصممة خصيصاً للتعذيب". ذكر ذلك تقرير "تكنولوجيا السيطرة السياسية" الذي صدر عن البرلمان الأوروبي. صادرات السيطرة مجموع الصادرات الأميركية من هذه الأدوات للسنوات 1991 و1993 كان أكثر من ربع بليون دولار. وتضم قائمة الدول المستوردة لأدوات التعذيب معظم البلدان الأوروبية بما فيها فرنسا وألمانيا وبريطانيا وهولنده، إضافة الى 11 بلداً عربياً واسرائيل. وكرس تقرير "تكنولوجيا السيطرة السياسية" الذي عرض على "لجنة الحريات المدنية" في البرلمان الأوروبي صفحات عدة لبحث آخر التطورات في تكنولوجيات استراق السمع والبصر والتجسس. كومبيوترات محمولة باليد قادرة على التنصت على شبكة هواتف نقالة بمجرد التأشير على أرقامها على شاشة الكومبيوتر، وسمّاعات تتنصت على كلام أشخاص من مسافة كيلومتر، أو عبر نوافذ مغلقة، و"أنظمة المعلومات الجغرافية" للتعرف على السيارات المارة حتى في الظلام ومتابعها عبر شوارع المدينة. وكشف التقرير لأول مرة عن تحالف دولي تجسسي للتنصت على مكالمات الهاتف والفاكس والتلكس والانترنت في كل أنحاء العالم. وذكر التقرير الذي نشرته "الادارة العامة للأبحاث" في الاتحاد الأوروبي أن هذا التحالف يتكون من الولاياتالمتحدة وكندا وبريطانيا واستراليا ونيوزيلنده، وأوصى بتقديم دراسات أوسع عن آثار نشاطات التحالف على الحقوق الدستورية لشعوب أوروبا. وطالب بوضع قيود على استخدام الحكومات ووكالات الاستخبارات العالمية لهذه الوسائل، التي تنتهك حقوق الانسان وتعتدي على سيادة الدول. عولمة التعذيب "نحن نستطيع أن نشل ونخدّر ونصدم ونصعق ونصيب بالغثيان وبالعمى الوقتي والصمم أو مجرد نثير الرعب في نفس أي شخص يحتاج البوليس الي كبحه". بهذه العبارة المقتبسة من عضو في مجلس الشيوخ الأميركي يُفتتح الملحق الخاص بعرض أدوات وتقنيات السيطرة السياسية في تقرير البرلمان الأوروبي. ويكرس التقرير ثلث عدد صفحاته البالغة أكثر من 150 صفحة من القطع الكبير لعرض صور عن أحدث وسائل التعذيب والاستجواب والملاحقة والرصد وغيرها من أدوات السيطرة السياسية التي تستخدمها أجهزة الشرطة والأمن ووكالات الاستخبارات الدولية. وذكر التقرير، الذي حذر من عولمة تكنولوجيات التعذيب والسيطرة السياسية أن كثيراً من هذه الأدوات يُعرض في معارض الشرطة والأمن التي تقام في بلدان عدة بما في ذلك البلدان العربية. وانتقد التقرير انخراط الولاياتالمتحدة ومعظم البلدان الغربية في صناعة وتجارة أدوات التعذيب التي تنتهك حقوق الانسان. وعرض صور لدورات تدريبية ينظمها خبراء الأمن الأميركيون المختصون بهذه الأدوات لقوات الأمن في بلدان أميركا اللاتينية المعروفة بتجاوزاتها على حقوق الانسان. واحتوى التقرير على رسوم توضيحية لما تسمى "غرف التعذيب" وذكر أنها استوردت من قبل دول عربية وشرح عملها في بث موجات صوتية مرعبة تشل الضحية. وتبث معدات تعذيب جديدة صعقات كهربائية من بعيد، وتقذف بنادق استخدمتها القوات الأميركية في الصومال رغوة لاصقة تكبس على الأشخاص وتشل حركتهم. وترش أسلحة اخرى مواد كاوية تصيب الأشخاص بحالات اغماء وقتية. وتظهر صورة آثار الحروق التي تسببها القذائف الكيماوية، التي يستخدمها البوليس الاسرائيلي ضد الفلسطينيين. استراق السمع والنظر ويكشف التقرير عن "تطورات درامية" حدثت في تقنيات المراقبة البصرية والتعرف الألكتروني على صور وأصوات الأشخاص. الصور التي تلتقطها كاميرات الرقابة التلفزيونية الموضوعة في زوايا الشوارع وواجهات البنايات يمكن خزنها وأرشفتها أتوماتيكياً واستعادتها بواسطة أجهزة التعرف البصري على الأشخاص من خلال ملامح الوجه. ويتوقع استخدام هذه الأجهزة على نطاق واسع في مواقع ثابتة، مثل أبواب البنايات والمراكز الجمركية والبوابات الأمنية وغير ذلك. ويستخدم جهاز للتعرف الأتوماتيكي على السيارات المارة وتصويرها بالظلام "نظام المعلومات الجغرافية" لمتابعة خط سير السيارة عبر المدينة. وحدثت تطورات كبيرة في تكنولوجيا استراق السمع من بعيد والتنصت على المكالمات الهاتفية وتحديد المواقع بواسطة أنظمة المعلومات الجغرافية. ويذكر التقرير أن "البق" Bugs، الذي يزرع داخل سماعات الهاتف للتنصت عليه من بعيد أصبح من مخلفات الماضي. فالتنصت ممكن حالياً بواسطة جهاز كومبيوتر محمول باليد قادر على التنصت على جميع الهواتف النقالة في المنطقة بمجرد التأشير على أرقامها على الشاشة. وتشرع عملية الرصد والتنصت على الهواتف حال ما تعمل بصورة أتوماتيكية. ومن بين الوسائل الجديدة سماعات تتنصت على كلام أشخاص من مسافة كيلومتر، وسمّاعات ليزر قادرة على التقاط أي حديث يجري من وراء النوافذ المغلقة، وكاميرات تصوير تلتقط مئات الصور خلال ثوان معدودة. تستطيع هذه الكاميرات أن تصور كل شخص مشارك في مظاهرة، أو مسيرة. تقرير "تكنولوجيا السيطرة السياسية" Technologies of Political Control, STOA, European Parliament, Luxemourg.