أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري في وارسو امس، ان القلق الأوروبي من التجسس المزعوم لوكالات الاستخبارات الأميركية على قادة ومواطنين أوروبيين، يجب ألا يلقي بظلاله على محادثات التجارة بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي. وقال: «الشراكة التجارية قادرة على رفع كل دولنا، وهي منفصلة فعلياً عن قضايا أخرى قد تكون في أذهان الناس»، مضيفاً ان «الاتفاق سيُنشيء أقوى أسواق على سطح الارض، ومعاً يمكن ان تؤثر الشراكة ايجاباً على شعوبنا، وتوفر عمل لملايين الاشخاص وتخلق وظائف جديدة ومزيداً من الفرص، هو أمر نستحق ان نسعى لأجله». ويبدأ مفاوضون من الولاياتالمتحدة واوروبا بدءاً من الاثنين المقبل اسبوعاً من المحادثات في بروكسيل، في محاولة لإبرام ما سيكون أكبر اتفاق للتجارة الحرة في العالم. وفي اشارة الى دور وكالات الاستخبارات في أوروبا والولاياتالمتحدة في حماية مواطنين من تهديدات امنية، قال وزير الخارجية الأميركي: «كلنا معاً في هذا». الى ذلك، كشف استطلاع للرأي أجراه معهد «بيو» ان نسبة 56 في المئة من الأميركيين تعتبر تنصت استخبارات بلدهم على هواتف قادة دول حليفة، مثل المستشارة الالمانية أنغيلا مركل، عملاً غير مقبول. في بريطانيا، نقلت صحيفة «اندبندانت» عن الوثائق السرية التي سرّبها الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأميركي ادوارد سنودن، أن بريطانيا جهزت سفارتها في برلين التي تبعد مرمى حجر من البرلمان الألماني ومكاتب المستشارة مركل، بمحطة تنصت سرية على السلطات الألمانية، كما تعاونت الاستخبارات البريطانية مع أجهزة أمنية من الولاياتالمتحدة ودول أخرى في ادارة شبكة لمحطات تجسس الكترونية من مباني ديبلوماسية في أنحاء العالم، لاعتراض اتصالات الدول المضيفة. واشارت الصحيفة الى أن «تكنولوجيا متطورة نصبتها الاستخبارات البريطانية على سطح سفارة بلدها في برلين، ويشغلها عدد قليل من الموظفين البريطانيين العاملين تحت غطاء ديبلوماسي، والذين لا تعرف مهمتهم الحقيقية حتى من قبل زملائهم». واضافت أن «صوراً ملتقطة من الجو للسفارة البريطانية في برلين تظهر وجود محطة تنصت محتملة وضعت داخل هيكل أبيض أسطواني الشكل لا يمكن رؤيته بسهولة من الشوارع، وجرى تركيبه منذ بناء السفارة البريطانية في برلين وافتتاحها عام 2000». ونقلت الصحيفة عن عضو البرلمان الأوروبي عن حزب الخضر الألماني يان ألبريخت، قوله إن «الاتحاد طلب من الحكومة البريطانية تفسير نشاطات مركز الاتصالات الحكومية في أوروبا، لكنها احجمت عن الرد حتى الآن بحجة إنها لا تعلّق على نشاطات تتصل بأمنها القومي، وهذا لا يمثل روح التعاون الأوروبي لأننا لسنا أعداء».