حقق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فوزا غاليا في الانتخابات الإسرائيلية اليوم الأربعاء بعد أن بذل مجهودا كبيرا لاستمالة الناخبين من تيار اليمين في الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية شمل نكوثه عن التزامه السابق بالتفاوض على قيام دولة فلسطينية مستقلة. وفي حملة خاطفة استمرت أربعة أيام قبل الانتخابات أطلق نتنياهو سلسلة من الوعود التي ترمي لتعزيز التأييد الشعبي لحزب الليكود وجذب الناخبين من الأحزاب اليمينية والقومية الأخرى كان من بينها الوعد بمواصلة بناء المستوطنات في الاراضي المحتلة وإعلان أنه إذا فاز في الانتخابات فلن تقوم دولة فلسطينية. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه بعد فرز 99.5 في المئة من الأصوات فاز الليكود بعدد 30 مقعدا في الكنيست المكون من 120 مقعدا متقدما بفارق كبير على الاتحاد الصهيوني المعارض الذي حصد 24 مقعدا. ويمثل ذلك انتصارا غير متوقع إذ أن آخر استطلاعات الرأي التي سبقت الانتخابات ونشرت نتائجها قبل أربعة أيام من بدء التصويت أظهرت أن الاتحاد الصهيوني متقدم بقارق أربعة مقاعد على الليكود. وقال الليكود في بيان إن نتنياهو ينوي تشكيل حكومة جديدة في غضون أسابيع وإن المفاوضات بدأت بالفعل مع حزب البيت اليهودي المؤيد للاستيطان بزعامة نفتالي بينيت وجماعات دينية أخرى. والحزب المهم الذي سيكون من الصعب استمالته هو حزب كولانا (كلنا) الوسطي بزعامة عضو الليكود السابق موشيه كحلون الذي فاز بعشرة مقاعد. وقال نتنياهو "الواقع لن ينتظرنا. فمواطنو إسرائيل يتوقعون منا أن نشكل بسرعة قيادة تعمل من أجلهم فيما يتعلق بالأمن والاقتصاد والمجتمع حسب ما التزمنا به - وهو ما سنفعله." وإذا تمكن نتنياهو من تشكيل ائتلاف فسيقترب في فترته الرابعة في رئاسة الوزراء من أن يصبح صاحب أطول فترة في رئاسة الحكومة في تاريخ إسرائيل. ويحتفظ بهذا اللقب حاليا مؤسس إسرائيل دافيد بن جوريون. ورغم أن الليكود هو أكبر الأحزاب فمن المرجح أن تكون عملية تشكيل الائتلاف صعبة. فهو يحتاج إلى 61 مقعدا في الكنيست الأمر الذي يعقد العملية في ضوء كثرة الأحزاب السياسية في إسرائيل. ومن المرجح أيضا أن يؤدي فوز نتنياهو إلى إطالة التوتر الذي طرأ على العلاقات مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما خاصة بعد وعوده القوية فيما يتعلق بالاستيطان وتراجعه عن حل الدولتين لتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وخلال جانب كبير من الحملة الانتخابية ركز نتنياهو على القضايا الأمنية وخطر البرنامج النووي الإيراني في رسالة بدا أنها لم تلق صدى يذكر بين الناخبين. وركز الاتحاد الصهيوني خلال الحملة على القضايا الاجتماعية والاقتصادية بما في ذلك أزمة الاسكان وارتفاع تكاليف المعيشة وبدا أنه يحرز تقدما في استطلاعات الرأي. غير أن انحراف نتنياهو في اتجاه اليمين واللعب على المخاوف من انتشار الجماعات الإسلامية وكذلك وعده بعدم تقديم تنازلات للفلسطينيين وإطلاقه جرس الانذار بشأن التأييد المتنامي للاحزاب العربية في إسرائيل كل ذلك كان عاملا في حفز التأييد له. ومن وجهة النظر الفلسطينية تمثل النتائج مصدر قلق عميق إذ أنها تثير إمكانية زيادة التوسع الاستيطاني على الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية وكذلك غزة. وإذا حافظ نتنياهو على وعوده فسيضعه ذلك على مسار تصادمي مع إدارة أوباما والاتحاد الاوروبي الذي يدرس اتخاذ خطوات من بينها فرض عقوبات تجارية على إسرائيل بسبب سياسة الاستيطان. وستصبح السلطة الفلسطينية عضوا رسميا في المحكمة الجنائية الدولية في أول ابريل نيسان المقبل وقال الفلسطينيون إنهم سيتابعون مسألة توجيه اتهامات لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب بسبب احتلالها للضفة الغربية وحرب غزة في العام الماضي. وتحسبا لذلك أوقفت إسرائيل تحويل ايرادات الضرائب التي تحصلها لحساب الفلسطينيين وتبلغ نحو 120 مليون دولار شهريا. وفرض ذلك قيودا شديدة على الموازنة الفلسطينية وأدى إلى تخفيضات في أجور العاملين بالسلطة. وعقب صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين في محادثات السلام مع إسرائيل والتي انهارت في ابريل نيسان الماضي على رفض نتنياهو إقامة الدولة الفلسطينية قائلا "السيد نتنياهو لم يفعل شيئا في حياته السياسية سوى تدمير حل الدولتين."