واشنطن، تل أبيب - رويترز، أ ف ب - اطلق زعيم حزب العمل الإسرائيلي المعارض ايهود باراك أمس الخميس الطلقة الأولى في محاولته إزاحة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن السلطة، واتهم باراك أمس نتانياهو بالاذعان للمتطرفين اليهود اليمينيين في ما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط. وقال باراك في مؤتمر صحافي في تل ابيب: "لقد سمعنا رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وهو يقر بأن حكومته المتطرفة فشلت. انني اقول لكم ان حكومة نتانياهو قد وصلت إلى نهاية طريقها". واضاف ان نتانياهو فشل في معالجة عملية السلام مع الفلسطينيين. وكان زعيم المعارضة العمالية في اسرائيل ايهود باراك اكد اول من امس في تعليقه على تصريح نتانياهو، مجدداً معارضته لتشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة نتانياهو واعتبر أن اجراء انتخابات مبكرة بات أمراً لا مفر منه. وقال باراك: "لا حل إلا في اجراء انتخابات مبكرة، فلا يمكن تشكيل حكومة وحدة وطنية". واعتبر الزعيم العمالي ان تصريح نتانياهو يعني ان رئيس الحكومة يسعى للمرة الأخيرة الى التحالف مع اليمين المتطرف قبل اللجوء الى انتخابات مبكرة. ومن المفترض أن تجرى مبدئياً الانتخابات العامة في اسرائيل العام ألفين. وكانت الولاياتالمتحدة ضغطت على رئيس الوزراء الاسرائيلي لكي يلتزم اتفاق واي ريفر مع الفلسطينيين لكنها سلمت بأن المرحلة الثانية من اعادة الانتشار ستتأخر على الارجح. روبن وقال جيمس روبن الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية أول من أمس: "نعتقد بأن مذكرة واي يجب ان تنفذ ويتعين على الطرفين التزام التعهدات التي قطعاها في واي". وتحدث روبن بعد ان ابلغ نتانياهو حكومته بأنه لن ينفذ المرحلة الثانية من تسليم أراض اليوم الجمعة حسبما يقضي الجدول الزمني للاتفاق. واعلن نتانياهو الذي تنقسم حكومته الائتلافية بشأن اتفاق الارض مقابل الامن انه لن يمضي قدما في الاتفاق اذا لم يوقف الفلسطينيون انتهاكات مزعومة ولم يلبوا خمسة شروط طرحها عليهم. وقال روبن في بيان صحافي ان الولاياتالمتحدة تعتقد ان هناك "عددا من المشاكل... يمكن تسويتها بقدر اكبر من الاتصالات بين الطرفين". وقال انه سيكون من "المؤسف اذا حدث تأخير في الجدول الزمني ونريد ان يحدث مزيد من اعادة الانتشار في اقرب وقت ممكن. وهذا ما نعمل من اجله. وليست لدى اجابة بشأن متى يحدث ذلك". وقال روبن: "اتفاق واي اقرته الحكومة الاسرائيلية مثلما اقره الكنيست. ووفقا لذلك نشعر بأنه يجب ان ينفذ مثلما هو متفق عليه. وهذا يعني ان الالتزامات التي قدمت في واي يجب ان تنفذ من الجانبين. وسنواصل العمل ونحاول ان نرى ذلك يتحقق". وقال وهو يلمح الى عدم وجود ثقة في ان تسليم مزيد من الاراضي لن يحدث اليوم الجمعة: "لا نريد ان يكون التأخير طويلا جداً". وكان نتانياهو دعا مساء الاربعاء البرلمان الاسرائيلي الى دعم سياسته حيال الفلسطينيين، والا سيقترح اجراء انتخابات مبكرة. شروط نتانياهو واعلن نتانياهو انه سيطرح خمسة شروط على الفلسطينيين لمواصلة عملية السلام وفي حال عدم الحصول على دعم سياسته من قبل البرلمان اثناء جلسته الاثنين المقبل، فسيدعو الى اجراء انتخابات عامة. وفي كلمة القاها امام اعضاء، ليكود في تل ابيب، ذكر نتانياهو الشروط الخمسة التي سيطرحها على الفلسطينيين وهي: - اتباع مبدأ التعامل بالمثل في تطبيق التعهدات. - رفض الافراج عن المعتقلين في السجون الاسرائيلية المتهمين بعمليات قتل. - ان تكف السلطة الوطنية الفلسطينية عن اعلان عزمها على اقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس. - ان تتوقف السلطة الفلسطينية عن التحريض على العنف. - ان تجمع الاسلحة غير المشروعة في الاراضي الفلسطينية. واضاف نتانياهو: "ساقترح كل ذلك على الكنيست الاثنين وسادعو ليس فقط الائتلاف الحكومي لدعم هذه الاقتراحات بل وايضا حزب العمل". وتابع: "ان لم تكن هناك غالبية لدعم هذه السياسة، ان لم يوافق عليها الكنيست عبر التصويت الاثنين، سينبغي علينا ان نجري انتخابات مبكرة". واكد وزير الخارجية الاسرائيلية ارييل شارون من جهته الاربعاء ان نتانياهو اتخذ فعلا قراراً لاجراء انتخابات مبكرة. رفض الشروط ورفضت السلطة الوطنية الفلسطينية على الفور الشروط الخمسة التي قال نتانياهو انه يريد فرضها على الفلسطينيين. وقال نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس ياسر عرفات "ان أي تأخير في تنفيذ الاتفاقات واي شروط جديدة ستؤدي الى تدمير عملية السلام، وسيدفع الجميع، اسرائيل والفلسطينيون والمنطقة، ثمناً باهظاً للتعنت الاسرائيلي والمماطلة المستمرة". وأضاف ابو ردينة: "نحن وقعنا اتفاقات مع حكومة اسرائيل وليس مع احزاب اسرائيلية وعلى حكومة نتانياهو احترام الاتفاقات، خصوصاً اتفاق واي ريفر، وعلى الولاياتالمتحدة أن تعمل على منع تأخير تنفيذ الاتفاقات". وأكد ابو ردينة: "ان أي شروط جديدة مرفوضة وأي تأخير ستتحمل الحكومة الاسرائيلية الحالية مسؤوليته، وندعو الولاياتالمتحدة لانقاذ الموقف". وأوضح "انه سواء دعا الى انتخابات مبكرة أو لم يدع الى انتخابات المطلوب عدم تأخير تنفيذ الاتفاقات ونحن غير معنيين سوى بتنفيذ الاتفاقات". شارون وكان وزير الخارجية الاسرائيلي ارييل شارون قال بعد كلمة نتانياهو الاربعاء: "ان الوضع الآن لا يسمح لنا بأن نستمر، وبالتالي قررنا بعد ان وجدنا أنفسنا في مأزق، ان نقدم موعد الانتخابات".