جاكارتا - أ ب، أ ف ب - استخدم الجيش الاندونيسي امس الخميس طلقات تحذيرية وقنابل مسيلة للدموع ضد آلاف الطلاب الذين تجمعوا وسط العاصمة للمطالبة بتطبيق الاصلاحات الديموقراطية. وحذر الرئيس يوسف حبيبي من ان تصعيد التظاهرات قد "يؤدي الى تفكيك البلاد". وأفاد شهود ان 60 شخصاً على الأقل جرحوا خلال المواجهات. وكانت قوات الأمن حاولت أولاً ان تبعد بواسطة الهراوات مجموعة من المتظاهرين الذين تمكنوا من اجتياز الحواجز التي تمنع الوصول الى البرلمان قبل ان تفتح النار. وأدى اطلاق النار الى فرار المتظاهرين الذين لجأ قسم منهم الى فندق هيلتون المجاور. وفي المكان نفسه تقريباً قام الجيش الاندونيسي في ما يعرف الآن ب"الجمعة الأسود" بإطلاق النار على المتظاهرين لأكثر من ست ساعات ما أدى الى وقوع 15 قتيلاً و400 جريح. ويطالب المتظاهرون والمعارضة منذ تلك الفترة باستقالة رئيس هيئة أركان الجيش ووزير الدفاع الجنرال ويرانتو الذي يحملونه مسؤولية ما حصل. وأشارت تجمعات طلابية عدة الى انه كان من المفترض ان يكون تجمع أمس الأخير حتى بدء شهر رمضان الأحد و"سيتم التعبير عن المطالب بطريقة مختلفة". وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "حاكموا سوهارتو" و"يكفينا نظام عسكري" و"حبيبي وسوهارتو سيان". وقامت قوات الأمن امس بتفريق تظاهرة بالقوة ما أسفر عن وقوع عدد من الجرحى الذين ما زالوا في المستشفى. كما تم إلقاء القبض على عشرات الأشخاص ووضعوا قيد التوقيف الاحترازي. وحذر حبيبي المتظاهرين من ان استمرارهم في أعمال الشغب "قد يؤدي الى تفكك اندونيسيا". ودعا عدد من رجال الدين الطلاب الى وضع حد لتظاهراتهم خلال شهر رمضان، لكن هذه الدعوة لاقت تجاوباً محدوداً، اذ أقدم المتظاهرون امس على إشعال النار في خيمة نصبها الجيش قرب البرلمان، وساروا في اتجاه المبنى رافعين شعارات تطالب بالديموقراطية وبإطلاق سراح زملاء لهم اعتقلهم رجال الأمن منذ أسابيع ولم يقدموا الى المحاكمة. كما اعترضت الشرطة وعناصر من الجيش أعداداً من المتظاهرين حاولوا الوصول الى القصر الرئاسي ووزارة الدفاع.