جاكرتا - أ ف ب - اعلن الرئيس الاندونيسي يوسف حبيبي امس السبت ان وحدة وتماسك اندونيسيا في خطر واعطى الامر الى الجيش لاتخاذ "اجراءات حازمة" رداً على اعمال الشغب والسرقة التي تشهدها جاكرتا منذ الجمعة. وفيما كان حبيبي يلقي خطاباً نقل مباشرة على قنوات التلفزيون، كان آلاف الاشخاص يقومون بنهب واحراق المركز التجاري في جاكرتا في ما بدا وكأنه تكرار للأحداث التي شهدتها احياء كبيرة من العاصمة في ايار مايو الماضي، وأوقعت نحو 1200 قتيل. وفي تلك الاثناء، كان نحو عشرة آلاف متظاهر يتقدمون الى مقر البرلمان للتاكيد على رفضهم الاجراءات التي اعتمدها مجلس الشعب الاستشاري التي لا تعبر برأيهم عن الاصلاحات الديموقراطية التي كانوا يتوقعونها. وفيما حلقت المروحيات في سماء العاصمة العابقة بدخان الحرائق، كانت الشوارع الرئيسية في جاكرتا لا تزال تحمل بصمات مواجهات الجمعة التي أوقعت 11 قتيلاً على الاقل واكثر من مئتي جريح. واعلن الرئيس حبيبي بوجه متجهم وهو يقرأ نصاً مكتوباً، ان "في المجتمع مجموعات عدة متورطة في افعال وحركات تخريبية تهدد وحدة وتماسك وأسس الامة والدولة". واضاف: "ولهذا السبب اعطيت الاوامر الى القائد الاعلى للقوات المسلحة الجنرال ويرانتو بأن يتخذ الاجراءات اللازمة وفق ما تنص عليه الانظمة والقوانين" لإعادة الوضع الى طبيعته. وبينما كان الرئيس يدلي بتصريحه، بدأ آلاف الاشخاص كما في ايار مايو الماضي بسرقة وإحراق مركز تجاري بالاضافة الى حي يقع وراء القصر الجمهوري مباشرة حيث أضرموا النار في عدد من المنازل الخاصة والسيارات المتوقفة على جانب الطريق. وعلى الرغم من لجوء رجال الامن الى استخدام السلاح، اضطروا الى الانسحاب امام ضغط الحشود التي واصلت مسيرتها متجهة الى حي كوتا الصيني القديم الذي سبق وتعرض للنهب في ايار الماضي. وفي شوارع الحي، سارع السكان ومعظمهم من الاندونيسيين من اصل صيني الى تحصين المداخل المؤدية الى شوارع احيائهم السكنية. وعلى بعد كيلومترات في وسط العاصمة تجمع اكثر من عشرة آلاف شخص من الطلاب والمواطنين امام مقر البرلمان حيث صلوا لراحة انفس رفاقهم الذين ماتوا في تظاهرات الامس. وسمح لحشود المتظاهرين باجتياز حواجز الشرطة بعد مفاوضات طويلة جرت برعاية القوات البحرية التي تحظى بتعاطف السكان. واكد حبيبي في خطابه ان المتظاهرين كانوا يهدفون الى منع تنفيذ اجراءات اصلاحية اقرها مجلس الشعب الاستشاري الذي أنهى اعماله الجمعة. لكن المتظاهرين يعتبرون ان المجلس لا يمثل واقع الشعب فهو ساهم قبل اقل من ثمانية اشهر في التجديد لسوهارتو الذي اضطر في ايار الماضي الى تقديم استقالته.