لندن، دبي - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - استبقت ايران مؤتمر مدريد الثلاثي غداً، الذي يعقده وزراء النفط والطاقة في السعودية وفنزويلا والمكسيك، بوضع شروط مسبقة من بينها العودة الى نظام الحصص الذي كان سائداً قبل حرب الخليج الثانية. وقال مصدر ايراني طلب عدم ذكر اسمه في تصريحات لرويترز "يجب البحث في قضية الامدادات العراقية والحصص قبل اتخاذ اي قرارات جديدة في شأن الانتاج". ويأتي الموقف الايراني في وقت حرج تمر به المنظمة، التي تعاني من انهيار الاسعار والخلافات بين الاعضاء في شأن مدى التزام الخفوضات التي تعهدوا بها. غير ان السبيل الى أي تحرك جديد داخل "أوبك" يتوقف على التوصل الى اتفاق بين ثلاث من القوى الرئيسية في المنظمة السعودية وفنزويلاوايران على رغم اختلاف خططها. وترغب ايران في ان تتخلى السعودية عن جزء من الزيادة في انتاجها التي حققتها في أعقاب حرب الخليج وهي نقطة خلافية في المفاوضات. ورفع المنتجون في "أوبك" انتاجهم ابان حرب الخليج لتعويض توقف الانتاج العراقي نتيجة العقوبات المفروضه عليه بعد غزو الكويت وتحملت السعودية التي تملك أكبر احتياط نفطي العبء الاكبر من الانتاج لتعويض النقص. وفشل خفض انتاج "أوبك" على مرحلتين في انقاذ الاسعار المتدنية التي هوت الى أدنى مستوياتها منذ عام 1976 على اساس المتوسط السنوي. وقال المصدر الايراني "ان طهران ستلتزم حصة الانتاج التي حددتها لنفسها ولن تغير موقفها حتى وان وافق المنتجون على مزيد من الخفوضات". وشدد على ان ايران لن تغير موقفها وهو أمر واضح. وتريد ايران حساب حصتها عند 3.942 مليون برميل كأساس لخفض 305 الاف برميل يومياً وليس 3.623 مليون برميل التي قدرتها مصادر اعلامية ثانوية وتقرها "أوبك". وردا على سؤال عما اذا كانت ايران ستؤيد عقد اجتماع طارىء قبل الاجتماع المقرر في اذار مارس المقبل قال المصدر: "قبل عقد اي اجتماعات يجب حل القضايا". وارتفعت اسعار النفط قليلاً بعد اعلان فنزويلا انها تبحث في خفض أكبر ودعوة السعودية الى اجراءات أخرى لدعم الاسعار. وفي مسقط اكد وزير النفط والغاز العُماني محمد بن حمد الرمحي ان بلاده، غير العضو في "اوبك" مستعدة للتعاون مع المنظمة لوقف تراجع اسعار النفط. ونقلت وكالة الانباء العمانية عن الرمحي قوله: "ان السلطنة مستعدة للتعاون مع اوبك في سبيل وضع الحلول لمشكلة تراجع اسعار النفط في اقرب وقت ممكن". وحض الوزير العماني الدول المنتجة للنفط في "اوبك" وخارجها الى "التقيد بحصص الانتاج من اجل وقف الهبوط الحاد في اسعار النفط في الاسواق الدولية". واكد الرمحي "ان السلطنة ملتزمة الخفوضات التي اعلنتها وهي مستعدة للتشاور والتنسيق مع منظمة الاوبك لوقف تدهور الاسعار". وتعهدت دول الخليج الاسبوع الماضي اثناء قمتها السنوية في ابو ظبي باحترام خفوضات الانتاج لمدة ستة اشهر اضافية اي حتى نهاية 1999. وحضت الدول المنتجة داخل "اوبك" وخارجها على اتخاذ اجراءات مماثلة لضمان استقرار السوق النفطية لما فيه مصلحة المنتجين والمستهلكين على السواء. وكان مصدر حكومي في مكسيكو قال اول من امس ان بلاده مستعدة للنظر في كل الوسائل الممكنة لدعم اسعار النفط في اجتماع مدريد غداً. وقال المصدر "ان احد اهداف الاجتماع النظر في البدائل المتاحة في مواجهة الظروف الرهيبة للسوق". وقال المصدر الرسمي، الذي طلب الا ينشر اسمه، "الشيء الرئيسي هو الاجتماع وتحليل الموقف وكل شيء معروض للبحث ومن بين ذلك مزيد من خفض الانتاج"