لاقى الاتفاق السعودي الروسي بتمديد اتفاق خفض إنتاج النفط لمدة 9 أشهر إضافية، ترحيبا واسعا من جانب العديد من الدول الكبرى، الأعضاء، داخل منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» وخارجها. واستبقت السعودية وروسيا اجتماع «أوبك» المقرر عقده الخميس المقبل، وأعلنتا الاتفاق عن تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط لمدة 9 أشهر أخرى حتى مارس 2018. يأتي ذلك في مسعى من أكبر منتجين للنفط في العالم، إلى تقليص تخمة الخام في الأسواق العالمية، ودفع الأسعار للارتفاع. وبحسب أحدث البيانات، يصل عدد الدول المؤيدة بشكل رسمي لاقتراح التمديد لتسعة أشهر، نحو 5 دول إضافة إلى السعودية وروسيا ليصل الإجمالي إلى سبع دول. وكانت عُمان والكويتوالجزائروالعراقوفنزويلا، انضمت إلى السعودية وروسيا في دعم تمديد العمل باتفاق «أوبك» لخفض الإنتاج، الذي يضم أكبر 24 منتجا للنفط في العالم، حتى نهاية الربع الأول من العام المقبل، للمساهمة في خفض المخزونات العالمية. 52 دولارا للبرميل تعاني أسعار النفط الخام من هبوط حاد منذ نحو عامين، نزولا من 120 دولارا للبرميل منتصف 2014 إلى حدود 52 دولارا في الوقت الحالي، الأمر الذي دفع منتجي النفط حول العالم لاتخاذ خطوات لتعزيز الإيرادات غير النفطية. ومن المقرر أن تجتمع أوبك في فيينا يوم الخميس المقبل لبحث تمديد خفض الإنتاج. وفي نوفمبر 2016، توافقت دول «أوبك» على خفض إنتاجها من النفط بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا، بينما اتفقت 11 دولة أخرى غير أعضاء في المنظمة من بينها روسيا، على خفض إنتاجها ب558 ألف برميل يوميا. ودخل الاتفاق حيز التنفيذ مطلع يناير الماضي، حتى نهاية يونيو المقبل، بهدف استعادة التوازن بين العرض والطلب، ومن ثم تحسين أسعار النفط. الجزائروالكويت كانت الجزائر آخر المؤيدين للمقترح السعودي الروسي، وذلك على لسان وزير الطاقة لديها، نورالدين بوطرفة، مضيفا أن 9 أشهر إضافية من التمديد، ستكون كافية لتحقيق الاستقرار في أسواق النفط. وأوردت وسائل إعلام دولية، على لسان وزير الطاقة الجزائري، قوله إن غالبية الأعضاء في «أوبك»، تؤيد تمديد الخفض. وأبدى «بوطرفة» تفاؤله حيال توصل الأعضاء في «أوبك» إلى اتفاق نهائي ملزم لتمديد خفض الإنتاج 9 أشهر إضافية حتى مارس 2018. وسبقتها الكويت، بعد أن أعلن وزير النفط الكويتي عصام المرزوق، دعم وتأييد بلاده الكامل للموقف المشترك الصادر عن السعودية وروسيا، لتمديد اتفاق خفض إنتاج النفط الخام حتى مارس 2018. وقال المرزوق في بيان صادر عن مؤسسة البترول الكويتية، الأسبوع الماضي، إن تمديد اتفاق خفض الإنتاج، وفق الحصص المتفق عليها سلفا أصبح ضروريا، للوصول إلى هدف تقليص المخزونات العالمية إلى متوسط خمس السنوات. العراقوفنزويلا من جانبه قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، إن العراق (ثاني أكبر منتج للخام في أوبك بعد السعودية) ملتزم بخفض إنتاج النفط، لتقليل الفائض في السوق العالمية، وإنه سيؤيد تمديد تخفيضات الإنتاج وفقا لأي قرار تتخذه «أوبك». وصرح العبادي في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي، أن العراق سيدفع باتجاه استمرار خفض إنتاج أوبك، لكنه لم يحدد الفترة التي يمكن أن تلتزم بغداد فيها بذلك الخفض. من جهتها، قالت فنزويلا، إنها تؤيد تمديد اتفاق «أوبك» لخفض الإنتاج لمدة تسعة أشهر أخرى، مشيرة إلى أهمية هذا الخيار من أجل إعادة الاستقرار إلى سوق النفط. وقالت وزارة النفط الفنزويلية في بيان، إن فنزويلا تعتقد أن اتفاق أوبك لخفض الإنتاج نجح في مساعدة أسعار النفط الخام على الانتعاش. عمان وإندونيسيا بعد ساعات قليلة من صدور القرار كانت سلطنة عمان، وهي ليست من أعضاء «أوبك»، أول المؤيدين، وقال وزير النفط العماني محمد بن حمد الرمحي، إن السلطنة تدعم بالكامل اقتراح السعودية وروسيا بتمديد خفض الإنتاج حتى الربع الأول من 2018. وفي السياق ذاته، قال وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي المهندس خالد الفالح، في تصريحات تلفزيونية السبت الماضي، إنه من الممكن توسيع دائرة اتفاق خفض الإنتاج لتشمل دول أخرى مثل مصر، وتركمانستان، وإندونيسيا. وأوضح خالد الفالح، في حديث لقناة «سي إن بي سي العربية»، أن كلا من أميركا وكندا ودول أخرى رفضت الدخول في اتفاق الخفض، ولكنها في الوقت ذاته ستستفيد من النتائج. انتعاشة جديدة في المقابل، قالت كازاخستان، وهي خارج «أوبك» أيضا، إنه يصعب عليها الالتزام باتفاق جديد بالشروط السابقة، إذ من المنتظر أن يزيد إنتاجها بنسبة كبيرة. وأظهر مسح، قبل أيام، أن الدول الأعضاء في «أوبك»، التزمت بقرار خفض إنتاج النفط، بأكثر من المقرر لها في الاتفاق المبرم بين أعضائها. واستند المسح، على التقارير الشهرية ل«أوبك»، التي بينت أن كمية الإنتاج اليومي للدول الأعضاء في أبريل الماضي، بلغت 31.732 مليون برميل، نزولا من 33.085 مليون برميل في ديسمبر. وقال خبراء نفطيون، إن أسواق النفط العالمية تبحث عن انتعاشة جديدة خلال اجتماع أوبك المرتقب مع توقعات بتمديد اتفاق خفض الإنتاج للقضاء على تخمة المعروض النفطي في السوق. الدول ال7 المؤيدة للاتفاق: 1- السعودية 2- روسيا 3- عمان 4- الكويت 5- الجزائر 6- العراق 7- فنزويلا