علمت "الحياة" من مصدر مسؤول في منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك ان السعودية والامارات وقطر بالاضافة الى العراق لن تشارك في اجتماع لجنة المراقبة الوزارية لمنظمة "اوبك" الذي سيعقد في فيينا يوم الاثنين المقبل. وتضم لجنة المراقبة وزراء نفط ايرانوالكويت ونيجيريا والامين العام للمنظمة الدكتور ريلوانو لقمان. واوضح المصدر ان عدم حضور الدول الخليجية الثلاث بالاضافة الى العراق لا يعني ان هناك اي خلافات او موقف معين من الاجتماع، مشيرا الى انه اجتماع عادي للنظر في اوضاع السوق وتأثير الازمة الاقتصادية في جنوب شرق آسيا في السوق النفطية. واضاف ان التقليد المتبع منذ تأسيس هذه اللجنة الوزارية لمراقبة السوق هو ان يعلن رئيسها عن موعد انعقادها، وحصل هذه المرة ان رئيسها وزير النفط الايراني بيجان زنغنه ابلغ برسالة خطية وزراء المنظمة عن موعد الاجتماع وهي ليست دعوة لحضور اجتماع طارئ للمنظمة. وقال المصدر انه ليست من صلاحية اللجنة ان تدعو الى اجتماع استثنائي للمنظمة، مشيرا الى ان مثل هذا الاجتماع يتخذ بقرار غالبية من ست دول في المنظمة من اصل 11 دولة. وقالت مصادر نفطية خليجية ان قرار دولة الامارات عدم المشاركة في اجتماع يوم الاثنين المقبل يعزز موقف السعودية في شأن عدم حضورها هذا الاجتماع ويعزز وجود تيار داخل "اوبك" بعدم عقد اجتماع وزاري للمنظمة في هذه الفترة للبحث في انخفاض اسعار النفط واقتراحات تطلقها بعض الدول بخفض سقف الانتاج والحصص الانتاجية. ومن المتوقع حتى الان ان يحضر الاجتماع وزراء نفط ايران ونيجيريا والكويت واندونيسيا، علما ان الاخير سيحضر بصفته رئيس المنظمة، بالاضافة الى لقمان. ولم تتخذ الجزائر وليبيا وفنزويلا حتى الآن قراراً في شأن المشاركة في الاجتماع. ويشار الى ان لجنة مراقبة السوق لا تمتلك صلاحيات اتخاذ قرار في شأن السقف الانتاجي وحصص الانتاج، الامر الذي سيعني عمليا محافظة "اوبك" على قرارها التاريخي الذي اتخذته في نهاية تشرين الثاني نوفمبر الماضي في جاكرتا برفع سقف الانتاج من 25.033 مليون برميل يوميا الى 25.7 مليون برميل ابتداء من اول كانون الثاني يناير الجاري. وقالت مصادر مطلعة ان الاجتماع يوم الاثنين المقبل لن يتيح للجنة الوزارية لمراقبة السوق بدرس مستوى انتاج المنظمة، نظرا الى ان نتائج الانتاج الدقيقة لن تصدر قبل نهاية الشهر الجاري، وهو الشهر الاول للعمل بالسقف الانتاجي الجديد للمنظمة. وهبطت اسعار النفط بنحو ثلاثة دولارات للبرميل لسلة نفوط "اوبك" منذ مؤتمر جاكرتا. وقالت مصادر في "اوبك" ان تراجع الاسعار مرده عوامل نفسية وان اعتدال الشتاء في الولاياتالمتحدة واوروبا والازمة الاقتصادية في جنوب شرق آسيا وعودة انتاج العراق الى السوق كلها عوامل ادت الى ضعف الاسعار. وقللت مصادر مطلعة لپ"الحياة" من أهمية اجتماع فيينا المقبل وتقديم موعده من 16 آذار مارس المقبل الى يوم الاثنين المقبل، معتبرة انه سيقتصر على محادثات في شأن السوق النفطية من دون ارقام نهائية عن انتاج "اوبك" في كانون الثاني يناير الجاري. وقال مسؤولون في "اوبك" ان التعامل مع التطورات الجديدة في الاسواق العالمية يتعين مواجهتها من قبل دول "اوبك" والدول المنتجة الاخرى. ويقدر انتاج الدول المنتجة خارج "اوبك" بنحو 46 مليون برميل يوميا فيما يقدر انتاج "اوبك" بنحو 28.5 مليون برميل يوميا من النفط الخام وسوائل الغاز. واضاف المسؤولون ان مواجهة الوضع تتطلب تخفيض الانتاج من قبل دول منتجة خارج "اوبك" والتزام دول معينة في "اوبك" حصصها الانتاجية ووقف تجاوزاتها الكبيرة لحصصها. من جهة ثانية نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر في صناعة النفط قولها ان الكويت قد ترحب بدعوة عمانية لعقد محادثات طارئة لدول الخليج العربية المصدرة للنفط بهدف دعم اسعار النفط المتهاوية. وقال مصدر ان الكويت تقدر وتحترم الرأي العماني ولكنها لم تتسلم رسميا حتى الآن اقتراحا محددا، مشيرا الى انه يعتقد ان رد الكويت سيكون ايجابيا متى وصل الاقتراح العماني عن طريق القنوات الرسمية. وحض وزير النفط العماني محمد بن حمد الرمحي في تصريحات صحافية الاحد الماضي وزراء مجلس التعاون الخليجي على البحث في سبل التوصل الى موقف مشترك تجاه ازمة الاسعار.