بغداد، نيويوركالأممالمتحدة - رويترز، أ ف ب - طالب العراق بفتح تحقيق في العلاقات بين اللجنة الدولية الخاصة المكلفة ازالة أسلحة الدمار الشامل العراقية اونسكوم والولاياتالمتحدة واسرائيل، واعتبر ان اللجنة تعمل لمصلحة دولة معادية. وطالب برفع مبكر للعقوبات المفروضة عليه. جاء ذلك بعدما اعترف رئيس "اونسكوم" ريتشارد بتلر للمرة الأولى أول من أمس بأن لجنته تلقت مساعدة من اسرائيل خلال عملها في العراق. كما أكد ان خبراء اللجنة لم ينهوا تحليلاتهم على احتمال وجود غاز "في - اكس" السام في الصواريخ العراقية. وقال انه لا يملك معلومات عن القدرات النووية العراقية. رسالة عزيز ونشرت الصحف العراقية أمس رسالة وجهها نائب رئيس الوزراء العراقي السيد طارق عزيز أول من أمس الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان طالب فيها ب "فتح تحقيق رسمي في علاقات أونسكوم مع الولاياتالمتحدة واسرائيل وعمليات التجسس التي نفذتها" اللجنة الخاصة. وقال ان "العراق أكد مرات عدة ان اللجنة الخاصة على صلة وثيقة بأجهزة استخبارات دول معادية للعراق. ولا علاقة لأهداف هذه الدول، خصوصاً الولاياتالمتحدة واسرائيل، بعمل مجلس الأمن". وكتب عزيز "ان اللجنة الخاصة تلجأ في شكل أساسي الى مصادر أميركية واسرائيلية لتنفيذ عملياتها التجسسية وافتعال الأزمات" مع العراق، مشيراً بذلك الى سكوت ريتر الخبير الأميركي الذي استقال من اونسكوم في آب اغسطس الماضي وأعلن لصحيفة "هآرتس" الاسرائيلية ان الأممالمتحدة حصلت على مساعدة اسرائيلية في جهودها لنزع أسلحة العراق خلال السنوات الأربع الأخيرة. وقال عزيز في رسالته "هذه التصريحات توضح حقائق خطيرة حذر منها العراق مراراً. وأعني ان اللجنة الخاصة التي تعمل باسم مجلس الأمن والأممالمتحدة ... على صلة وثيقة بأجهزة استخبارات دول تنتهج سياسات معادية للعراق". واعتبر ان "اللجنة الخاصة للأمم المتحدة تعمل كمؤسسة استخبارات لا كمؤسسة متخصصة في نزع السلاح والمراقبة". وقال ان تصريحات ريتر تظهر ان اللجنة الخاصة "تدارست مع اجهزة الاستخبارات الاميركية والاسرائيلية سبل تنفيذ عملها في العراق ... هذه الحقائق تؤكد شكوانا وقلقنا ان الهدف الحقيقي لهذه الهيئة ليس متابعة تنفيذ قرارات مجلس الأمن، ولكن العمل عن عمد لإبقاء الحظر على العراق والتجسس عليه". اعتراف بتلر وكان بتلر اعترف أول من أمس، للمرة الأولى، ان لجنته تبادلت معلومات مع اسرائيل ودول أخرى، وانتقد تقارير تؤكد ان العراق يملك مكونات أسلحة نووية. وقال أيضاً انه بعث برسالة الى ريتر يبلغه فيها انه انتهك عقده مع الأممالمتحدة بإعلانه معلومات سرية علم بها عن طريق عمله في المنظمة الدولية. وقال في مؤتمر صحافي تناول مواضيع كثيرة ان ريتر "تحدث عن أشياء أشعر بالأسف لها لأنها في بعض الأحيان ليست صحيحة وفي أحيان أخرى شملت كشف معلومات ... لذلك تعين علي ان أبعث اليه برسالة لأطلب منه الكف عن ذلك". وأوضح بتلر ان كل قرار لمجلس الأمن يتطلب من كل اعضاء الأممالمتحدة تقديم معلومات يمكن ان تساعد لجنته في عملها. "كانت لدينا علاقات التعاون هذه مع نحو 50 دولة عضو واسرائيل احداها". لكنه زاد ان سياسة لجنته تقضي بعدم كشف التفاصيل لأن هذا سيثبط الدول عن التعاون معها. لا مكونات أسلحة نووية وأكد ان ليس لديه معلومات عن تطوير العراق مكونات لأسلحة نووية. وكانت صحيفة "واشنطن بوست" نشرت الاربعاء معلومات مفادها ان مفتشي الأممالمتحدة أبلغوا الولاياتالمتحدة عامي 1996 و1997 ان العراق صنع أربعة "أنظمة تفجير" لا ينقصها سوى اليورانيوم المخصب كي تصبح قنابل نووية. وقال بتلر انه لو كان حصل على هذه المعلومات لكان اطلع عليها الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الأمن. وتساءل "هل يعتقد أحد جدياً انه لو حصلنا على المعلومات التي تقول ان العراق صنع ثلاثة أسلحة نووية لما كنا اطلعنا عليها الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو لما كنا وضعنا ذلك أمام مجلس الأمن؟". وأضاف "هل رآنا أحد نفعل ذلك؟ لا". غاز "في - اكس" الى ذلك، اعلن بتلر ان خبراء اللجنة الخاصة لم ينهوا بعد كل التحاليل في شأن وجود غاز "في - اكس" في رؤوس الصواريخ العراقية. وقال ان "كل العمل لم ينته بعد ... لن نطلع الرأي العام أو مجلس الأمن قبل انتهاء العمل". وكان خبراء وديبلوماسيون اعلنوا ان التحاليل الأخيرة التي اجريت في مختبر فرنسي لن تعرف قبل منتصف تشرين الأول اكتوبر. وقال ديبلوماسيون ان النتائج الأولى للتحاليل التي اجريت في مختبرات فرنسية وسويسرية لم تظهر وجود آثار لغاز "في - اكس" القاتل مناقضين التحاليل التي اجريت في تموز يوليو في مختبر للجيش الأميركي