فيما رسم الرئيس الموريتاني معاوية ولد سيد احمد الطايع لوحة مشرقة لحاضر بلاده ومستقبلها لمناسبة عيد الاستقلال استغل الرئيس السابق المختار ولد داداه المناسبة للدعوة الى تشكيل حكومة انتقالية تواجه ما وصفه بانهيار الوضع في موريتانيا وتعد لانتخابات عامة تنقذها. وألقى ولد الطايع خطاباً لمناسبة الاحتفال بالذكرى الپ38 للاستقلال تحدث فيه عن "الانجازات الكبرى" التي تحققت في عهده ووصف الوضع الاقتصادي بأنه جيد، مشيراً الى التوقيع اخيراً على اتفاق جديد مع صندوق النقد الدولي. وقال ان حكومته حققت نتائج اقتصادية جيدة على مستوى التوازنات الكبرى، وان المستقبل واعد، معلناً ان الحكومة قدمت الى الممولين برنامجاً طموحاً تعهدوا المصادقة عليه. وتحدث ولد الطايع عن "سياسة فاعلة في مكافحة الفقر"، مشيراً الى ايجاد العديد من فرص العمل لحملة الشهادات العاطلين عن العمل. وخصص الرئيس الموريتاني حيزاً كبيراً من خطابه للعلم والتعليم، داعياً الموريتانيين الى الانفتاح على اللغات الاجنبية، وهذه في نظر بعضهم اشارة تطمين للفرنسيين الى ان اللغة الفرنسية باقية. وطغى التفاؤل على خطاب الطايع في شكل عام، لكن ولد داداه نظر الى الوضع من زاوية اخرى في بيان اصدره من فرنسا للمناسبة ذاتها. ووصف بلاده بأنها منهارة داعياً الى تغيير النظام وتشكيل حكومة انتقالية "تواجه الانهيار" وتعد لانتخابات عامة "نزيهة" تتخذ الادارة فيها موقف الحياد. وتحدث ولد داداه عن "اختلاس المال العام ونهب المصادر الاقتصادية الوطنية" واتهم "مجموعة مرتشية" لم يسمها باختلاس المال العام. وأعرب عن اعتقاده بأن بعض ممولي موريتانيا يتقاسمون المسؤولية مع النظام. مواجهة كلامية وجاء بيان الرئيس السابق في وقت يصعّد اخوه الاصغر زعيم جبهة احزاب المعارضة احمد ولد داداه مواجهة "كلامية" مع حكم الرئيس الطايع، ويتوعده بالسقوط. وعاد الرئيس السابق الى الحديث في السياسة خلال السنوات الاخيرة بعد صمت استمر بضع سنوات. وعلى رغم ان الرئيس السابق نال قدراً من الاحترام في الخارج ايام حكمه، فان تأثيرها الآن في موريتانيا محدود. وأبدت السلطات الكثير من الحساسية و"الغضب" كلما تحدث في الشأن الداخلي.