تواصلت عمليات التصويت في الشوط الثاني للانتخابات الرئاسية في موريتانيا طيلة نهار اليوم دون مشكلات حسبما أكدته اللجنة المستقلة للانتخابات . وقدرت اللجنة معدل المشاركة في هذا الشوط بنحو 50 بالمائة . وينتظر أن تغلق في الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي العاشرة بتوقيت مكةالمكرمة صناديق الإقتراع لتبدأ عمليات الفرز. وكان نحو مليون ناخب موريتاني قد توجهوا في وقت مبكر اليوم إلى صناديق الاقتراع ضمن الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في موريتانيا آخر محطة في مسلسل ديموقراطي بدأ في الثالث من أغسطس 2005م لإعادة السلطة للمدنيين. ويتنافس في هذه الجولة رجلان يتقاسمان أمورا كثيرة منها أنهما في سن السبعين ومختصان في الاقتصاد وقد عملا معا في حكومات ما بعد الإستقلال كما أنهما عانيا من السجن والمضايقة في ظل حكومات سابقة . ويعرض المرشحان برنامجين متقاربين في مضامينهما الداخلية والخارجية كما أكدت ذلك المناظرة التلفزيونية التي جمعتهما ليلة الجمعة الماضية . ويحظى سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله / 69 سنة / بدعم ما كان يعرف بالأغلبية الرئاسية ويتهمه خصومه بأنه مدعوم من بعض نافذي المجلس العسكري الحاكم وهو ما نفاه رئيس المجلس العسكري ونفاه ولد الشيخ عبد الله نفسه . وقد احتل سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله المرتبة الأولى في الدور الأول الذي جرى في الحادي عشر من شهر مارس الجاري حيث حصل على 80 ر 21 من الأصوات. ويستفيد هذا المرشح من دعم المرشحين اللذين احتلا المرتبتين الثالثة والرابعة وهما على التوالي الزين ولد زيدان المحافظ السابق للبنك المركزي الموريتاني الذي حصل على 15 بالمائة في الدور الأول ومسعود ولد بلخير زعيم التحالف الشعبي الذي حصل على 10 بالمائة من الأصوات . وفي الجانب الآخر يوجد المرشح أحمد ولد داداه وهو الأخ غير الشقيق للرئيس الأسبق مختار ولد داداه وأبرز من عارض نظام الرئيس السابق معاوية ولد الطايع. وقد تقدم أحمد ولد داداه مرتين للانتخابات الرئاسية دون أن يحقق النصر أولاهما سنة 1992م والثانية عام 2003م وهي الانتخابات التي أكد ولد داداه أنها مزورة. وحظي أحمد ولد داداه في الدور الأول للانتخابات الرئاسية ب 21 بالمائة من الأصوات. وبينما تصدر ولد الشيخ عبد الله في عشر ولايات خلال الدور الأول لم يتمكن أحمد ولد داده من التصدر إلا في ولاية العاصمة وولاية الترارزة التي ينتمي إليها. وينظر لهذه الجولة الثانية على أنها بالغة الأهمية في هذا البلد الذي يقطنه 1 ر 3 مليون نسمة والذي ظل رؤساؤه منذ استقلاله عن فرنسا عام 1960م يصلون للسلطة بواسطة الانقلابات العسكرية. وكان المرشحان للجولة الثانية قد عبرا عن مواقفهما في مؤتمرات صحفية منفصلة الليلة الماضية حيث اكد ولد الشيخ عبد الله أنه يتوفر على الإجماع وعلى غالبية برلمانية في الغرفتين تجعله قادرا على حكم البلاد بيسر وسهولة. وأكد أنه "من غير الممكن أن تخرج موريتانيا من أزمتها السياسية دون الاعتماد على إجماع وطني كبير". ونفى ولد الشيخ عبد الله الاتهامات التي وجهت إليه بخصوص السعي للتزوير قائلا // إن ثقافة التزوير ليست ثقافتنا..ولا حاجة لي برئاسة مبنية على انتخابات مزورة // . واضاف // إنني سأقبل النتائج مهما كانت لأنها إرادة الشعب // . أما أحمد ولد داداه فقد تحدث عن الضغوط التي تمارسها أوساط وصفها بأنها نهبت موريتانيا خلال العقدين الأخيرين وانها تسعى لمواصلة ذلك. وقال // إن الأموال تصرف بسخاء لشراء الأصوات ولتأجير بطاقات الهوية غير أنني سعيد لكون الدعوة إلى التغيير باتت معلنة بشكل قوي ولدي أمل كبير في النجاح // . وعندما سئل عن موقفه في حال هزيمته عبر التزوير قال ولد داداه // لست ممن يدعو للعنف غير أنني سأتفهم قيام الشباب بحركة احتجاجية عفوية إذا ما حدث تزوير ولن أعترض عليها // . // انتهى // 2203 ت م