اتهم القائد السابق للجيش البوسني الجنرال سفر خليلوفيتش الرئيس البوسني علي عزت بيغوفيتش بتشكيل مافيا ارهابية "نفذت عمليات تصفية جسدية ضد أشخاص غير مرغوب فيهم". وجاء ذلك في تقرير رفعه خليلوفيتش إلى محكمة جرائم الحرب في لاهاي ونشرت تفاصيله صحيفة "بليتس" المستقلة الصادرة في بلغراد أمس الجمعة. وأورد خليلوفيتش في تقريره أن بيغوفيتش أبلغه بعد مرور شهر على اندلاع الحرب البوسنية ربيع 1992 أنه شكل منظمة سرية باسم "شيفي" طير القبّرة، وذلك "أسوة بالمنظمات المماثلة للصرب والكروات التي تضم جماعات تعمل على تصفية غير المطيعين". وأضاف القائد السابق للجيش البوسني ان بيغوفيتش أوكل قيادة "المنظمة الارهابية" إلى ابنه بكر وساعده في قيادتها كل من علي ديليموستافيتش وفكرت مسليموفيتش ويوسف ياشاريفيتش وباقر علي باشيتش وعازم داود باشيتش ونجاد خيريندا وأنور مويازينوفيتش وبوب لوفسكي الملقب بالمقدوني والصربي دراغان بوشيتش "وتولوا جميعاً مناصب رفيعة في مؤسسات وزارة الداخلية البوسنية". وذكرت صحيفة "بليتس" ان خليلوفيتش أبلغ محكمة لاهاي باسماء الذين تمت تصفيتهم من قبل هذه المنظمة "ومنهم زوجته خليلوفيتش وشقيقها اللذان قتلا بانفجار عبوة وضعت في شرفة منزله لاغتياله بسبب معارضته للممارسات الخارجة عن القانون". وأشار خليلوفيتش إلى أنه بعد افتضاح أمر شيفي "تم تسريب معلومات نهاية 1995 حول حلها لانتفاء الحاجة إليها نتيجة انتهاء الحرب". وقال: "لكن الحقيقة انه جرى نقل مهماتها إلى منظمة سرية جديدة باسم موس المتكونة من ثلاثة حروف تعني: الأمن العام المسلم لا تزال ناشطة حتى الآن وتتحمل مسؤولية سلسلة الانفجارات والاغتيالات التي حدثت في كيان الاتحاد الفيديرالي بعد توقيع اتفاق دايتون". وذكرت صحيفة "بليتس" ان علي ديليموستافيتش الذي سبق وأن شغل منصبي مدير الشرطة البوسنية ووزير الداخلية وأورد خليلوفيتش اسمه، أفاد أن "كل ما نسب إليه تم بأمر من بكر علي عزت بيغوفيتش الذي كان مخولاً من والده الاشراف المباشر على شؤون وزارة الداخلية والأمور الأمنية". ويذكر أن سفر خليلوفيتش، الذي يتزعم حالياً حزب "الوطن" ومقره في ساراييفو، نشر العام الماضي كتاباً يحمل عنوان "الاستراتيجية الخبيثة" أوضح فيه أن بيغوفيتش والمجموعة المقربة إليه عملوا على الترويج لكتابه "البيان الإسلامي" وساهموا بذلك في تقسيم البوسنة - الهرسك على أسس عرقية. وجاء في كتاب "الاستراتيجية الخبيثة" أن كلاً من رئيس العلماء المسلمين البوسنيين مصطفى أفندي تسيريتش ورئيس الوزراء البوسني حارث سيلايجيتش، الذي لا يزال قريباً من بيغوفيتش وشغل قبل الحرب منصب مدير مكتب رئيس العلماء المسلمين، "شاركا في وضع هذا المخطط وتنفيذه". وكان الجنرال خليلوفيتش مساعداً لآمر حامية ساراييفو قبل الحرب، وأعلن انضمامه إلى الحكومة البوسنية بعد اعتراضه على مواقف الجيش اليوغوسلافي السابق تجاه الأوضاع عند اعلان استقلال جمهورية البوسنة - الهرسك وتولى تشكيل الجيش البوسني وقيادته. وعزا خليلوفيتش تنحيته من قيادة الجيش البوسني عام 1993، إلى اختلاف مواقفه السياسية مع الرئيس بيغوفيتش وأعوانه "الذين يتحملون مسؤولية كل المصائب التي لحقت بالمسلمين البوسنيين بما فيه تقسيم البوسنة - الهرسك على أسس عرقية مع الصرب والكروات".