لمح المنسق المدني لعملية السلام كارلوس ويستندورب الى امكان فرض انتداب دولي على البوسنة اذا لم تبد الاطراف البوسنية تعاوناً في تحقيق استقرار ملحوظ خلال النصف الأول من العام الجاري فيما تواصل التوتر في مدينة موستار المقسمة الى شطرين، مسلم وكرواتي. من جهة اخرى، أفاد تلفزيون بانيالوكا امس السبت ان رئيسة صرب البوسنة بيليانا بلافيتش اخفقت في كسب موافقة العضو الصربي في هيئة الرئاسة البوسنية مومتشيلو كرايشنيك على تولي الدكتور ملادن ايفانيتش خبير اقتصادي مستقل رئاسة حكومة جديدة للجمهورية الصربية. ونقل التلفزيون عن بلافيتش قولها بعد اجتماعها مع كرايشنيك ان "محادثاتهما ظلت مستقرة عند نقطة الصفر لأن كرايشنيك اصرّ على ان يواصل الحزب الديموقراطي الصربي رئاسة الحكومة الجديدة". ونشرت صحيفة "ناشابوربا" المستقلة الصادرة في بلغراد امس تصريحاً للمنسق المدني لعملية السلام كارلوس ويستندورب ذكر فيها انه "لا يستبعد امكانية فرض الانتداب الدولي على البوسنة اذا لم يتحقق تقدم ملحوظ في مساعي استتباب الاستقرار والتصالح المنشود في البوسنة خلال الاشهر الأربعة المقبلة على رغم ان مثل هذا الاجراء ليس من الخيارات التي يستند عليها اتفاق دايتون". ورأى ويستندورب ان مسؤولية استمرار المشاكل القائمة تقع على قادة الاطراف البوسنية جميعاً "لأن غالبية أحزاب البوسنة - الهرسك ذات اهداف عرقية وتعتبر ان مهمتها الرئيسية تنحصر في الدفاع عن مصالح قومها من هيمنة الطرفين القوميين الآخرين". واستخدم المنسق المدني الصلاحيات التي وفرها له مؤتمر بون، الذي انعقد في كانون الأول ديسمبر الماضي، وأمر باستئناف عمل المطار المدني في الشطر الغربي من مدينة موستار بادارة كرواتية - مسلمة على رغم اصرار الكروات على منع النقل الجوي اليه اذا اشترك المسلمون في ادارته. ويطالب الكروات بمشاركتهم في الاشراف على مطار ساراييفو مقابل السماح للمسلمين بالمساهمة في ادارة مطار موستار الذي توقفت الحركة الجوية فيه منذ اندلاع الحرب البوسنية في نيسان ابريل 1992. وكان الشطر الغربي الذي يخضع لسيطرة الكروات من موستار تعرض خلال أول يومين من السنة الجديدة لوقوع انفجارين شديدين احدهما بسبب سيارة ملغومة والثاني نتيجة عبوة ناسفة في المركز التجاري وأسفرا عن اضرار مادية كبيرة.