حصد الرئيس الايراني السابق هاشمي رفسنجاني معظم الاصوات في طهران في انتخابات "مجلس خبراء القيادة"، واحتل المرتبة الأولى، فيما فشل التيار الراديكالي المؤيد للرئيس محمد خاتمي فشلاً ذريعاً لجهة تعبئة الناخبين وتوضيح موقفه وإعلان لائحة مرشحيه، وساهم ارتباكه في اضعاف الجبهة الموالية لخاتمي، في مقابل نجاح اليمين المحافظ في حملة دعائية كبرى، مما دفع معظم الناخبين الذين كانوا ممكناً ان يدلوا بأصواتهم في العاصمة لمصلحة الاصلاحيين، الى الاحجام عن الاقتراع. وحصد المحافظون غالبية مقاعد "مجلس خبراء القيادة"، وضمنوا غالبية مطلقة تسمح لهم بالهيمنة على هذه المؤسسة الدستورية العليا المخولة انتخاب مرشد الجمهورية الاسلامية ومراقبته وعزله. وستعلن وزارة الداخلية اليوم النتائج النهائية لانتخابات مجلس الخبراء التي اجريت اول من امس، وما اعلن من نتائج في معظم المحافظات والدوائر أكد فوز المرشحين المحافظين بغالبية المقاعد، في غياب منافسة جديدة. وكان الاصلاحيون المؤيدون للرئيس خاتمي حاولوا الالتفاف على قرار "مجلس أمناء الدستور"، إبعاد معظم المرشحين من "الوزن الثقيل" المنتمين إلى التيار الراديكالي الاصلاحي، وذلك بترشيح رجال دين حملوا لافتة "الاستقلالية" لكنهم موالون للحكومة. لكن نزول التيار المحافظ بثقله في الانتخابات، وترشيح معظم رموزه البارزة استبعد احتمال حصول مفاجآت. وفي طهران، أهم الدوائر الانتخابية، خاض المنافسة 35 رجل دين، بينهم عشرة محسوبون على التيار الاصلاحي أو على الأقل غير موالين لليمين المحافظ، وشكلوا لائحة مشتركة أضافوا إليها الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني، واطلقوا عليها لائحة "الائتلاف الكبير". لكن معظم الناخبين كان يجهل ولاءها وحقيقة توجهاتها، خصوصاً أن رفسنجاني كان على رأس كل اللوائح المتنافسة في العاصمة، مما أتاح له أن يحصد معظم الأصوات. وقالت مصادر رسمية ل "الحياة" ان رموز اليمين المحافظ فازت في الانتخابات، كرئيس السلطة القضائية آية الله محمد يزدي وزعيم "جمعية علماء الدين المجاهدين" المحور الديني للتيار المحافظ آية الله إمامي كاشاني، والأمين العام للمجلس الدستوري آية الله أحمد جنتي، ووزير الاستخبارات السابق محمد محمدي ري شهري ووزير الاستخبارات اغالي قربانعلي دري نجف آبادي. ولم ينجح في اختراق لائحة اليمين المحافظ من التيار الاصلاحي سوى عضو "مجمع تشخيص مصلحة النظام" آية الله توسلي ورئيس كتلة أنصار خاتمي في البرلمان حجة الإسلام مجيد انصاري.