لم يستطع انصار الرئيس الايراني سيد محمد خاتمي اخفاء انزعاجهم الشديد من انحياز الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني الى اليمين المحافظ في انتخابات "مجلس خبراء القيادة" المقررة في 23 تشرين الأول اكتوبر الجاري. ولم يتوانوا عن توجيه انتقادات علنية الى المواقف الاخيرة لرفسنجاني ازاء الجدل حول قرارات "مجلس أمناء الدستور" التي ابعدت معظم رجال الدين الراديكاليين الاصلاحيين عن خوض الانتخابات. ورأت صحف موالية لخاتمي ان تصريحات رفسنجاني في هذا الصدد "أثارت استغراب قوى عدة في المجتمع واستهجانها". واعتبرت اوساط محافظة ان تباين الموقف بين أنصار رفسنجاني وأنصار خاتمي من الراديكاليين، حيال انتخابات الخبراء يحمل في طياته ابعاداً سياسية قد تؤثر على تحالفهم الموضوعي في المستقبل. وكان الرئيس السابق دافع عن المجلس الدستوري ووصفه بأنه "المؤسسة الاكثر اهلية لتحديد كفاءة المرشحين، والحكم على مدى تمتعهم بدرجة الاجتهاد" في الدين. وانتقد انصار خاتمي ضمناً معتبراً ان اثارة "اشكالات وعلامات استفهام" حول قضية اقصاء المرشحين "تخدم اعداء الشعب والاسلام والمتربصين بهذا النظام". وقال رفسنجاني في حديث الى التلفزيون ان "كل اشكال المعارضة ليست معارضة خالصة بل هي مشوبة بمصالح دنيوية وفئوية ومنافع سياسية". وجاء كلام رفسنجاني في خضم احتدام الجدل بين المحافظين والراديكاليين الاصلاحيين، مما أثار انزعاج انصار خاتمي، فيما حاول مؤيدو الرئيس السابق تخفيف وقعه، وقالوا ان الحديث التلفزيوني "اجتزئ". وأكد بعضهم انه "حرّف" على رغم ان الحديث بثّ بالصوت والصورة. وأفادت صحيفة "سلام" التي يملكها حجة الاسلام موسوي خوئيني، الذي فجّر اقصاؤه عن انتخابات الخبراء الضجة، انها طلبت توضيحات من مكتب رفسنجاني من دون جدوى "لكن التزام رفسنجاني الصمت يعني ان ما بثه التلفزيون كان صحيحاً". أما شقيق مرشد الجمهورية الاسلامية، مستشار خاتمي لشؤون الصحافة حجة الاسلام هادي خامنئي فانتقد الرئيس السابق بوضوح، اذ ردت عليه صحيفته "جهان اسلام" العالم الاسلامي التي كتبت: "على عكس رأيك يا رفسنجاني، فان استهداف النظام يتم عندما نفسّر القانون طبقاً لمصالحنا، وعندما نؤثر منافع تيارنا على مصالح الشعب والثورة". وتساءلت: "ما الذي حدث حتى اصبحت اليوم لا تعتبر هدف النقد هو الاصلاح طالما التزم اطار النظام، وكيف تدعو اعوان الامام الخميني ومحبّي الثورة الى السكوت؟ الا تشعر بخطر احجام الناخبين عن الاقتراع"؟ وشددت صحيفة خامنئي على ان قرارات المجلس الدستوري والمواقف المدافعة عنها "تتعارض مع الدستور والشرع الاسلامي، وتعتبر واجبنا وواجب الجميع التدخل لانقاذ الوضع، ونؤكد ان هدفنا هو الاصلاح وليس التخريب". وحملت صحيفة "آبان" على ما قاله رفسنجاني عن اعضاء مجلس امناء الدستور وفقهائه الموالين للتيار المحافظ من انهم "اهل تقوى وعدل، مما يقلّل احتمالات ان يخطئوا، لا سيما انهم معينون من القائد" مرشد الجمهورية. وشددت على ان هذا "لا يعني انهم معصومون"، وانتقدت اصرار رفسنجاني على ان تكون قرارات مجلس الخبراء وتقاريره عن مراقبة المرشد سرّية، معتبرة ان السرية "تفتقد الجدوى والمعنى طالما ان القائد ينتخب من الشعب" بصورة غير مباشرة. وتابعت: "اذا تحوّل مجلس الخبراء الى مؤسسة كلها غموض وأسرار فان هذا لن يساعد الناس في المشاركة في الانتخابات".